مِنْ أخطر ما نفتقده في حياتنا العامة والخاصة (محاسبة الذات). كأننا في مَنْجاةٍ من وعيدٍ خطيرٍ لسيدِ الخلق: "كلُكُم راعٍ وكلُكُم مسؤولٌ عن رعيته". فالأبُ المسؤول عن (آلِ بيته) يخال الأمر محصوراً بتوفير الغذاء والكساء والمستلزمات.. وتلك (إعاشة) لا (رعاية). تُرى كيف سيرد على ذي العزة والجلال عندما يحاسب أبناءه ومُعاليه على (تقصيرهم) ديناً وخلقاً ومعاملةً مع الناس.؟. سيتهربُ كلٌّ بحجَجِه. يقول الابن "لم يوجّهني أبي ولم يحاسبني على تقصيري، فضِعتُ، فاحمِلْ يا ربّ ذنوبي عليه". وتُحاجُّ البنتُ "ألقى بي إلى التهلكة بين ذئاب البشر بذريعة العمل والحرية وكان قادراً أن يوفر لي جوّاً عملياً غير اختلاط السوء ويحميني من خبائث الشيطان وأحابيلِ الإعلام المثيرِ للشهوات، فوقعتُ، فجَيِّر يا ربّ سيّئاتي إليه، ألمْ تُكلفه برعايتي.؟". وتجادل الزوجةُ بمثل ذلك. (الراعي) لا تنام عينُه عن غنمه، فتتسلّلَ إليها الذئابُ أو تَنشُزَ ضِعافُها عن الطريق. هكذا (اصطفاه) الخالقُ فوعده بظِلِ عرشِه إنْ رعى (حقَّ رعايته)، وتوعده بالمسؤولية إنْ (قصَّر). يصدقُ ذلك على كل مستويات المسؤولية، عائلياً واجتماعياً ووظيفياً وتوجيهياً.. (محاسبة الذات) هي (النجاة). Twitter:@mmshibani