عندما ننظر للفكر الذي يدير به وزير وزارته تلحظ اختلافاً في معايير التطوير لديهم سواء المقررة عليهم أم التي يحاولون أن ينفذوها خلال تواجدهم على كرسي الوزارة. وبالتالي ستجد الفكر الجيد والمبدع وستجد الفكر التقليدي الذي لا يريد التطوير، ولكن هل يتوقع المسؤول أن يبرهن لولي الأمر والبشر الذين هم شهداء على أرض الواقع بأنه ناجح أو وصل إلى مراحل تطويرية متقدمة من خلال جلوسه على كرسي الوزارة ويقوم بالتنظير دون اهتمام بالناحية التطبيقية؟ أي بمعنى أن الوزير وأي مسؤول مناط بأعمال على عاتقه لا بد أن تظهر أعماله وأفكاره التطويرية على أرض الواقع والذي يدعوني لهذا الحديث التجول الكثيف لي خلال الأيام الماضية إلى لحظة كتابة هذا المقال في أروقة مستشفى عسير المركزي. وجدت أن الوزير يسعى جاهداً وتتضح أفكاره التطويرية على أرض الواقع ولكن مازال هناك الكثير، ولأن وزارة الصحة في الغالب هي تقوم بخدمة كافة طبقات المجتمع بدءاً من الوزير إلى أصغر خفير، ولذا ولأهمية سلامة الأرواح التي هي من ضروريات الدين فإنه من المفترض أن يتم التغيير الجذري لما هو عليه الآن. فهل يعقل بأن مستشفى بسعة سريرية تقدر ب 500 سرير يستطيع أن يستقطب قرابة مليوني مواطن للمنطقة، لعلي أتحدث من هذا المنطلق لمعايشتي الوضع مع كثير من المرضى ومن ضمنهم والدي الذي تقرر إدخاله العناية المركزة وقدرة قادر أدخل لقسم آخر. هل تعلم يا معالي الوزير بأنه في الشهر الماضي وصل عدد المرضى في الطوارئ 9000 حالة مقابل 500 سرير تحت التشغيل الكامل. كيف تراك لو أبحرت في جنبات كل مستشفى دون وجود خبر مسبق أو تنسيق ولاحظ مدى الفرق الواضح الذي ستشهده من قلة الخدمات المقدمة. لعل الكادر الطبي الموجود ممتاز ومتطور، ولكن هل يستطيع الكتابة من لا يحمل القلم. كفاكم إحراجاً لكوادركم في المستشفى ووفروا تلك الخدمات الطبية التي تساعدهم على تأدية عملهم وخدمة وطنهم وسلامة أرواح المواطنين. أكاديمي وكاتب صحفي @BTIHANI