تذكرها بعد ان توالت صفوف الشهداء والشهيدات تذكر بانها كانت فاتحة الفتح الاستشهادي في هذا العصر . تذكر ما قامت به، فراح يدندن مسترجعاً تلك الصورة المضيئة التي كانت تفترش نفسيته – وهو يصور حالتها فكان ان قال يومها: كانت تتحرك كالنسيم.. من يراها لا يقف كثيراً عندها. كانت واحدة من هؤلاء اللواتي يمارسن الحياة.. كان في داخلها "مغزل" ليس للصوف لتلبسه في ليالي الزمهرير فهي تعودت هذا الزمهرير.. ولكنه مغزل لكل الانتقام للخلاص من هذه الهزيمة التي تعشعش في النفوس ارادت "سناء" ان تقتل في نفوسنا "لذة الخوف". انها لم تخدع جنود الاحتلال.. بل قامت بأكبر خدعة لنا جميعا .. خدعتنا بصمتها .. ببراءتها .. بهدوء اعصابها.. غابت كثيراً .. سألت عنها أمها طويلا .. ولم يأتها جواب .. احتسبتها عند الله.. اعتقدت انها ضاعت في غابة "التيه" هذه.. لكن سناء .. كانت هناك "تغزل" من جديد عزماً لا يلين .. وتمعن اكثر واكثر في خداعنا .. نحن الذين اعتقدنا اننا قد احبط عزمنا وماتت روحنا.. فأتت وهي كلها سناء وسنا لتحيي هذا الأمل الذي كاد ينطفئ .. "انني ذاهبة الى يوم عرس".. هل رأيتم عرسا اجمل من هذا تكون فيه الدماء اكثر اشراقا من كل الوان الحناء؟ هل رأيتم عرسا فيه صوت الانفجار أحلى من كل الزغاريد..؟ لا أريد ان انظر في عينيك اكثر يا سناء .. فان فيهما تحديا لا نقوى عليه .. وفيهما اصرار لم نتعوده فأنت تميمة التحدي .. واشراقة الانتصار .. وقبل كل هذا وذاك سوف نسكب في اذنيك كثيرا من عبارات المديح والاطراء .. ونذهب في هدوء الى حيث ننام .. البحث عنك كنت بالأمس ابحث عنك طويلا .. قلبت دفاتري .. لعلي اجدك في صفحاتها تنامين.. بعثرت أوراقي لعل شيئا منك تركتين. طوحني الترحال في الذاكرة المنكودة .. فلم أجد شيئاً عنك يتحدث. قتلتني الشهقة عليك .. توسدت اياما مضت كأنها فرحة العمر التي لا تنطفئ.. اخذني التجوال في ازقة المدينة .. طرقت الأبواب "بابا بابا" اسأل عنك كل من عرفت ومن لم اعرف.. قالت لي عجوز هدتها السنون .. ان من تبحث عنها غابت عن حصنك المصون ضحكت منها كثيراً .. وادركت انها وصلت الى اعتاب التخريف. ومضيت أقلب نظري في النوافذ والشبابيك فكانت "طيوفك" في كل النوافذ تتحرك في كل الأوردة تتمدد.. توقفت .. كان صوتك من داخلي ينبعث قويا .. ** أين أنت.؟ - لقد أضناني الترحال والبحث عنك .. ** أنت يا سيد عمري تسكن في أوردة عمري لحظتها عرفت ان قتل الورد لا يكون سهلا .. وان خنق العصافير جريمة من الصعب المضي فيها فوضعتك في الخافق الذي اصابته الأيام بزماميلها!! ومضينا نلعق عسلا .. كان شهده دموعنا ... وانتصرنا موال ** انا في البحر لم فتكم في البر فتوني بالتبر لم بعتكم بالتبن بعتوني انا كنت وردة في بستان جيتم قطفتوني انا كنت شمعة في ديوان جيتم طفيتوني آخر الكلام لو ان رملة هتفت بمبدعها شجواً لكنت لشجوها عودا