يأتيك الصوت الحالم فيأخذك الى عوالم من البهجة والفرح.. في لحظة هاربة من الزمن فتسقط في حضن "البوح" بكل ارادتك يأتيك هذا الصوت الذي لا يقبل أية اضافات لتعطيه أي بعد في ذائقة المستمع هذا الصوت الذي لا يعترف "المداهنة" مع أذن المتلقي فهو لا يعترف بغير الكبرياء وليس التكبر طريقاً الى ملامسة النفوس انها "فيروز" ذلك الصوت الذهبي اسمعها وهي تقول: فائق يا هوا لما كنا سواء فائق لما اهالينا تركونا سواء وقالوا اولاد اصغار ودارت بنا الدار ونحنا اولاد صغار فهاهي تحاول ان تتدارك نفسها فتذهب الى أكثر بعداً فتحرق وجنات المحبين لأنها تريد ان تعطيهم طعماً آخر للبعد والحرمان والذوب عندما تقول: لما لمحتو طل صرت ملبكي وعرفت قصدو بدو يشتكي فتشت عا كلمة تافتحلو حديث وقفت ووقف تنيتنا نسينا الحكي ومن يومها عم نلتقي ونقعد سوا مدري الصدف بتسوقنا مدري الهوى لنستمع اليها وهي في حيرتها ما تدري ماذا يجمعهما هل هي الصدفة ام هناك شيء آخر ولكنها تمضي في ولهها وهي تقول : في لنا ياحب خيمة في لنا ومزهريه وورد ابيض عندنا وحدنا بهالجرد عحدود السما نحنا و انت و باقة غناني هنا يا حلوي اللي بيتك فوق صوبك عم ياخدني الشوق عم حاكيك بلطف وذوق بحياتك لا تحتدي إنك تشعر وانت تستمع اليها كأنك اصبحت اكثر من واحد تتحاوران ملتقصان تتباعدان في ذات اللحظة انها اميرة العذب من الكلام المباح الذي يأخذك الى كل البراءة بعيداً عن تعقيدات الحياة اسمع ماذا تقول : لو كان قلبي معي ما اخترت غيركو ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا لكنه راغب في من يعذبه وليس يقبل لا لوماً ولا عذلا إلى أن تقول: دع عنك ذا السيف الذي جردته عيناك امضى من مضارب حده كل السيوف قواطع ان جردت وحسام لحظك قاطع في غمده ان شئت تقتلني فأنت محكم من ذا يطالب سيداً في عبده هكذا هي تدخل في صلب الشرايين ، فتمتص من رحيق الوجد ما يلهب الوجدان فهي تتعامل وفق مفهوم واضح مع من تحب فهي لا تعترف بالانكسار تجاه من تحب: جاءت معذبتي في غيهب الغسق كأنها الكوكب الدري في الافق فقلت نورتني يا خير زائرة اما خشيت من الحراس في الطرق فجاوبتني ودمع العين يسبقها من يركب البحر لا يخشى من الغرق نعم تأتي تأوهاتها مكثفة بالكبرياء فتسمع تساقط دموعها من عينين لا تعترفان الا بالدمع ساقياً لأزاهير الحياة: قد أتاك يعتذر لا تسأله ما الخبر كلما اطلت له في الحديث يختصر في عيونه خبر ليس يكذب النظر قد وهبته عمري ضاع عنده العمر وفيروز تعطيك اقتناعا كاملا بأنك تقف على ارضية تفوح من مساحاتها اعين الصغر والبراءة وتجعلك تسقط في بحر من الاحتراق. حجبوها عن الرياح لأني قلت يا ريح بلغيها السلام لو رضوا بالحجاب هان ولكن منعوها يوم الرحيل الكلام فتنفست ثم قلت لطيفي آه لو زرت طيفها إلمام خصها بالسلام سراً والا منعوها تكون أن تنام هذا الاغراق في المشاعر والأحاسيس كيف نسمعه ونذهب دون أن نتوقف أمامه، لنتذوق حلاوة - الوجد - ومتعة التصوير.إنها سيدة الموال المجروح الذي يمتح من "باحة" الشجن أغلاه. اسمع ما تقول في شجن الموشح الأندلسي: يا غصن نقا مكللاً بالذهب أفديك من الردى بأمي وأبي إن كنت أسأت في هواكم أدبي فالعصمة لا تكون الا لنبي والله لقد سمعت في الأسحار عن ساحرة تهيم بالأوتار تنشد وتقول من عذب عاشق يبالي بالنار ** آخر الكلام تسقط الاشياء في لحظة الحقيقة فقط