في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي لابد أن يتغير مفهوم المنهج الدراسي كثيرا من مجرد حقائق نظرية إلى مواد تفاعلية لكي يحقق النمو الشامل للتلميذ. على سبيل المثال إن المناهج الدراسية في كوبا تخضع باستمرار للإصلاح والتعديل لمواكبة تغير الأوضاع المحلية.ويتبادل المعلمون تجاربهم فيما يخص استخدام أساليب التدريس ومواده في إطار الجمعيات التربوية التي تختص منها بمادة دراسية معينة ويتم تشاطر أفضل النتائج خلال المؤتمرات المتخصصة بالتعليم التي تعقد على صعيد البلديات وتتولى المعاهد مع المجتمع المحلي تنظم اللقاءات الكبيرة وغير ذلك من الأنشطة التشاركية ويتم كل من التدريب قبل الخدمة وأثناءها داخل المدارس (لمدة خمس أوست سنوات على التوالي) مما يكفل ربط المدارس بالمؤسسات المعينة بالتدريب . كما يقوم المعلمين بزيارة تلاميذهم في منازلهم وعقد دورات للطلاب لمساعدتهم على أداء واجباتهم (ثلاث مرات أسبوعيا- مجانا). ولكن كيف يتم إصلاح التعليم ليخدم أهداف الدولة وينمي شخصية الطفل: - يتطلب التغيير اتخاذ مبادرة سياسية يليها تقديم دعم سياسي متواصل على النحو التالي : تشكيل مجالس استشارية مستقلة من شأنها أن تحافظ على زخم الإصلاح مهما طرأ من تغييرات سياسية. - ربط موضوع إصلاح التعليم بموضوعات أخرى مثل القدرة التنافسية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي وبناء الأمة، والتركيز على الجوانب العلمية التطبيقية بجانب الدراسة النظرية. - كما يجب أن يتميز المنهج بالمرونة والديناميكية بحيث يساير تطورات العصر ويتغير بتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. - من شأن الحملات الإعلامية أن تجعل أولياء الأمور وأرباب العمل يدركون أن الإصلاح يخدم مصالحهم. - يمكن أن يكون للأطراف المعينة دور فعال فالمعلمون مثلا يمكنهم الإسهام في إعداد السياسة العامة وأولياء الأمور يمكنهم المشاركة في أعمال مجالس إدارة المدارس. - ينبغي تحويل المعارضين إلى حلفاء من خلال استشارتهم في مرحلة مبكرة وتعديل الخطط لمراعاة أوجه انشغالهم . - وفي بعض الحالات قد يتعين زيادة مرتبات المعلمين أو منحهم حوافز أخرى كما ينبغي الإقرار بشكل أفضل بدور نقاباتهم وجمعياتهم.