أُثيرت سرقة فضيلة الشيخ الدكتور والداعية المعروف عايض القرني قبل عدة أشهر, بعد شكوى الكاتبة سلوى العضيدان, التي اتهمته بسرقة محتوى كتابها "هكذا هزموا اليأس"بعد ما قدمه في معرض الكتاب الأخير بكتاب حمل عنوان"لا تيأس" على وزن كتابه الشهير "لا تحزن" وما بين مصدّق ومكذب ومنتظر لنهاية فصول التعدي على الحقوق, أصدرت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام حكمًا بتغريم فضيلته مبلغ 330 ألف ريال سعودي, بعد السطو على الحقوق الفكرية والأدبية إن جاز التعبير, كون المسروق يوازي 90% من الكتاب, إضافة إلى سحب الكتاب من الأسواق ومنعه. وهذه المفاجأة كانت بمثابة الصاعقة على مقدسي الأشخاص, الذين وصل بهم الحال إلى درجة جعلتهم يطعنون بمصداقية الكاتبة قبل تبيان الحقيقة, حيث واجهت سيلاً جارفاً من التجريح والتخوين, فقط لمجرد طلبها حقها, واللجوء لطاولة القضاء للنظر في شكواها. ويقول الشيخ ردًا على الحكم ("إن أهل العلم والمعرفة والأدب استفاد بعضهم من بعض، مستدلاً بشيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقل عشرات الصفحات في كتبه لعلماء في مثل "درء تعارض العقل والنقل"، دون ذكر المرجع؛ "فهل كان هذا عجزاً من ابن تيمية؟ ومن نحن إذا قورنّا به وبأمثاله من الأفذاذ؟") وحقيقة لا أدري ماذا يُريد إيصاله فضيلته من هذه الرسالة, هل نريح أنفسنا من القراءة والاطلاع وقضاء وقت طويل في البحث, ونستعين بعمليات النسخ واللصق لمقولات أهل الأدب والمعرفة دون ذكر المراجع ونكتسب بذلك صفات أهل العلم دون عناء وتعب, خصوصًا أن الراحة محببة للنفس البشرية,وكذلك الصفات, وبهذا نخرج بنعيم كبير, راحة يقابلها مال وألقاب وشهرة "على حساب الآخرين", أم أنها دعوة لجواز نقل صفحات كتب المفكرين والعلماء دون ذكر المرجع كما استشهاده, ولا أدري إن كانت جائزة هذه الحيلة في سبيل نقل العلوم والمعارف, لأن إن كانت كذلك فهذه حجة شرعية ستريح العقول من التفكير, والأجساد من السهر وقضاء الأوقات, لكن سنواجه مشكلة المحاكم واللجان القضائية المختصة بالحقوق الأدبية والفكرية, بيد أن حجة الشيخ ستخولنا في القيام بإصدار عدة كتب سنوية مذيّلة بأسمائنا دون تعب يُذكر, وبقدر جهد عمليات النسخ واللصق, بقدر ما يرتفع عدد الإصدارات سنويًا, وبالتالي مزيدًا من المال والألقاب, والقدسية الجماهيرية. وقد جاء في بحث الدكتور ناصر الغامدي الأستاذ المساعد في قسم القضاء بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى "حماية الملكية الفكرية في الفقه الإسلامي" ما يلي: المهمَّة التي يجب أن يُعتمد عليها في مجال حماية الملكية الفكرية التأكيد على أنَّ الإخلال بالحقوق الفكرية وإهدارها وتضييعها على أصحابها يُعَدُ في الإسلام من المحظورات الشرعية ؛لأنَّه يدخل في باب الغشِّ، والغَرَر والخِدَاعِ والتدليس، والكذب والسرقة، والإضرار بالآخرين، والتعدِّي على حقوقهم، وكلُّ هذه الأمور في الإسلام من المحرَّمات المنهيِّ عنها، وبعضها معدود في الكبائر المهلكة الموبقة" الله نسأل أن يعفو عن الشيخ, ويقبل توبته, ولا حول ولا قوة إلا بالله.