لو افترضنا جدلاً أن الحضارة الغربية هي حضارة إنسانية تكرم الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه، فإنه من المؤكد أنه من السهل أن تجد الكثير من التهم التي تهاجم فيها العرب والمسلمين وتصفهم بالإرهابيين والمتخلفين ..وهذا ما حاول نتنياهو أن يفعله بالأمس . قبل أشهر قال نتنياهو للأمريكيين من بين ما قال إن المشكلة في الشرق الأوسط ليست قيام الدولة الفلسطينية بل قيام الدولة اليهودية فصفق الكونجرس واقفا.. قال الزعيم أيضا أن أسعد العرب وأكثرهم حظا هم المليون فلسطيني الذين يعيشون في( إسرائيل ) فهم الوحيدون الذين يعيشون جوا ديمقراطيا من بين أل 300 مليون عربي فصفق الكونجرس واقفا .قال الزعيم حفيد شارون إن العالم لم يشهد حرية أديان للثلاث ديانات إلا من خلال حكم إسرائيل للقدس في الأربعين سنة الأخيرة، ولهذا يجب أن تبقى القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، فصفق الكونجرس واقفا .وقال أن لا عودة لحدود 67 من أجل ضمان أمن إسرائيل ، فصفق أيضا الكونجرس واقفا .قال النتن إنه لاعودة لفلسطيني إلى وطنه، فصفق الكونجرس واقفا . خطاب نتنياهو أمام الكونجرس لم يحمل أي جديد فهو خطاب علاقات عامة وكلماته هي كلمات مكررة في خطابات سابقة، ولكن ومع ذلك فقد كان أعضاء الكونجرس بالأمس وكأنهم يجلسون على " زمبركات " يقفون كل دقيقة أو دقيقتين ويلهبون أيديهم بالتصفيق على كل ما يغرد به زعيم إسرائيل الجديد وكأنه يشدو بدرر لم يرو لها شبيها من قبل ....كان بنيامين يلعب في الساحة لوحده ، فليس أمامه منافس ومن الطبيعي في هكذا وضع أن يكون هو الأول على الصف .فليس من المعقول أن يقف لك الكونجرس أكثر من عشرين مرة وأن لا تكون الأبرز . نتنياهو صريح ،لا ينسى في كل مناسبة أن يذكر العالم أن أخوه قد قتله (الإرهابيين) في عنتيبة –أوغندا عام 1976 في عملية إنقاذ طائرة مختطفة ، صحيح أنه بالنسبة لنا هو مجرم ومعتد وآثم ، ولكنهم في إسرائيل خاصة والغرب عامة ينظرون الى العرب والمسلمين نظرة دونية ويعتقدون انهم لا يستحقون شيئا . ليس عيبا أن يكذب نتنياهو ، فهو لا يكذب على شعبه ، وليس عيبا أن يصفق الكونجرس له، فهم سمعوا أكاذيب لا تضر أمريكا في شيئ ..ولكن العيب أن لا يصارح زعماء فلسطين شعبهم في الوضع البائس الذي أوصلوا إليه قضيتهم وأن لا يعترفوا بأخطائهم عسى أن يكون المستقبل أفضل.