ان المقياس الحقيقي لحضارة كل امة هو بمثقفيها ونوعيات ثقافاتهم، فالمثقفون هم الواجهة الحقيقية المعبرة عن الأمة والمؤثرة فيها.ان المثقفين المسلمين هم فجر الأمة الإسلامية فهم من بذل الجهد والوقت في الجد والعلم والتحصيل في سائر العلوم النافعة فهم بذلك يكونون القوة الحقيقية للبلاد الإسلامية ويحافظون على هويتها الحضارية، ودور المثقفين كبير ومهم جدا فهو يفرض، عليهم خدمة هذا الدين الذي ينتمون اليه ويعتزون به كل وفي قرارة نفسه انهم وبسبب طبيعتهم الفكرية والحضارية المنفتحة على الآخر هم الاقدر التأثير الفاعل في وجدان المجتمعات وطرائق تفكيرها فينبغي لهم تبني الإسلام منهجا لحياتهم سلوكا وتعاملا نابعاً من الذات كل في موقعه ومن خلال مهنته التي يمارسها ان التزم المثقفون بهذا الواجب يجعلهم حقا اهلا لأن نفخر ونعتز بوجودهم. في أمتنا ان التعاون على الخير والبناء والرقي واجب شرعي ومطلب حضاري ضروري فينبغي لمثقفينا - زادهم الله وبارك فيهم ينبغي لهم خدمة اوطانهم الإسلامية بتطوير انفسهم في مجالاتهم العملية والنظرية والعلمية تحت مظلة الاعتزاز بهذا الدين الإسلامي والثقة في صلاحيته لقيادة الإنسان نحو السعادة الدنيوية والآخروية فديننا هو سر بقائنا ونجاحنا وتميزنا وقيادتنا لحضارة العالم بأسره قبل قرون قليلة وإذا تخلى المثقفون عن خدمة الإسلام اعتزازا به وسلوكاً لمنهجه فلمن يتركون هذا الواجب؟.