طالعتنا الصحافة أول من أمس بخبر أرشحه لتحفة أخبار الربع الأول من السنة الهجرية الجديدة, لثقتي بأن هناك أخباراً مقبلة تستحق الترشيح للربع الثاني والثالث والرابع أيضًا, حيث جاء في تصريح لوزير التعليم العالي يقول فيه: (نتمنى أن تتم سعودة جميع الوظائف، ولكن من الصعب أن نجد من يستطيع أن يقوم بهذه الأعمال، أو لديه الرغبة في الإقامة بدول الملحقيات التعليمية، إما لارتباط أبنائه بالمدارس أو لارتباطه في أعمال أخرى مما يجعله لا يرغب بأن يعمل في الإشراف الدراسي هناك، ولهذه الأسباب تضطر الملحقيات التعليمية بأن تتعاقد مع الكفاءات المحلية بتلك الدول. وحقيقة رغبت لو أن الوزير بما أنه الرجل الأول في التعليم العالي أخبرنا بطريقة الدراسة العلمية التي أظهرت نتائجها عدم رغبة الشباب السعودي المؤهل في العمل بالملحقيات الخارجية, أو نظرية الاستنتاج والاستنباط, أو نظرية الاستقراء والاستدلال, لا سيما بأن هذه المصطلحات والنظريات تُدرّس في المستويات الأولى لمرحلة البكالوريوس, ومن الطبيعي جدًا أن تكون الوزارة التي تُعد على رأس هرم التعليم العالي ذات منهجية علمية في أعمالها واحتياجاتها وقراءاتها, أو هكذا يُخيّل لي. أما أن يتضمن التصريح "من الصعب أن نجد من يستطيع أن يقوم بهذه الأعمال" فهذا يخالفه الواقع وخريجو الجامعات من الشباب المؤهّل والطموح الذي لن يتوان في الالتحاق بالعمل في الملحقيات الخارجية متى ما سنحت له الفرصة, بدليل الأعداد الهائلة التي التحقت في برنامج خادم الحرمين للإبتعاث, وقوله " إما لارتباط أبنائه بالمدارس أو لارتباطه في أعمال أخرى" أيضًا ينفيه عدد الشباب العزّاب غير المرتبط بشريكة حياة ولا أبناء, هذا على افتراض أن الأبناء مانع وعائق في الالتحاق بعمل خارج الدولة. وطالما أن التصريح يؤكّد احتياج الملحقيات لموظفين مؤهلين من السعوديين, فنحن نُطالب الوزير بفتح باب التوظيف عبر موقع الوزارة الإلكتروني, والذي سيوفر على الوزارة عملية البحث عن موظفين في دول الملحقيات, وأؤكد للوزير بأنه سيجد ما تحتاجه الملحقيات من موظفين بالعدد المطلوب, وبكافة التخصصات, وتقدير المعدلات, حتى وإن رغبوا ضمن شروطهم بطول قامة محدد ولون بشرة معيّن!.