طالعتنا الصحافة بخبر لا يقل تعاسة عن أخبار المحزونين والفقراء ، ولا يزيد كوميدية وسخرية ما تسمى ( كوميديا ) . فقد أمهلت وزارة التعليم العالي المبتعثات في بريطانيا 8 أسابيع لإثبات وجود (المحرم ) ، فالخبر يحمل مفارقتين عجيبتين :- الأولى : أن وزارة التعليم العالي لم توجه خطابها ذلك إلا لمبتعثات بريطانيا فقط ، بالرغم من وجود آلاف المبتعثات في دول أخرى عديدة ، وفي هذا مؤشر خطير جداً على أن التشدد وحمّاه قد نالت من جسد ملحقيتنا في لندن . الثانية : أن في مثل هذا الخطاب انتقاص حقيقي وكبير من المرأة بل وإحراج أمام الجامعات والمؤسسات الحكومية والأهلية هناك. يا أيها المسئولون عن تلك الوزارة وعن هذا التعميم تحديداً : إن المبتعثة السعودية هي الدكتورة غادة المطيري وحياة سندي وألوف غيرهن من المبدعات اللاتي شرفن وطنهن في شتى المجالات فحق لنا أن نفخر بهن ونطاول بهن السحاب. وآخرتها : تم فصل الدكتورة فلانة بنت فلان وشحنها على أول طائرة للسعودية لأنها لم توفر المحرم !!! عيب فعلاً عيب .