بعد عشر سنوات على اجتماع وضع أسس حكومة انتقالية أفغانية بعد طرد نظام طالبان، في مدينة بون، اجتمع ممثلو المجتمع الدولي في نفس المدينة الألمانية لرسم مستقبل أفغانستان بعد الانسحاب العسكري المزمع لقوات الأطلسي نهاية عام 2014. المؤتمر الدولي الذي استمر يوما واحدا وشارك فيه حوالي ألف مندوب من جميع دول العالم والعديد من المنظمات الدولية، قاطعته باكستان وطالبان اللتين كانا يفترض أن تشاركا بشكل أساسي في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى وقف العنف في أفغانستان، وآتى موقف إسلام آباد اثر مقتل 24 جنديا باكستانيا نتيجة غارة للحلف الأطلسي انطلاقا من أفغانستان، ما أثار غضبا شديدا، في حين اعتبرت طالبان أن المؤتمر سيرسخ الاحتلال في أفغانستان، إلا أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أكد أن العملية السياسية ستستمر في انفتاحها على الطالبان، بينما اعتبرت ألمانيا مقاطعة باكستان إخفاقا للمؤتمر الذي اعد له بعناية إلا أن المنظمين أشاروا إلى أنهم على ثقة بان إسلام أباد ستجد نفسها ملتزمة أيضا بالمبادئ التي سيعلن عنها في البيان الختامي للمؤتمر لأنها بلدا لا يمكن تجاوزه في أي عملية سلام محتملة بسبب روابطها التاريخية والحالية مع طالبان. في تلك الأثناء أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي أن الالتزام الدولي من اجل أفغانستان سيستمر بعد انسحاب القوات القتالية، مشددا على ضرورة قيام التزام متبادل من قبل الأفغان والأسرة الدولية، فيما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن بلادها ستنضم إلى شركائها في استئناف تسديد الدفعات المالية لصندوق إعادة الأعمار الأفغاني وستفرج عن مئات ملايين الدولارات التي كانت مجمدة لمساعدة التنمية في هذا البلد، وأعربت كلينتون عن أسفها للمقاطعة لأن لباكستان مصلحة في استقرار واستتاب الأمن في أفغانستان، إلا أن مرافقيها نفوا أن تؤثر المقاطعة على نتائج المؤتمر. وعلى الجانب الآخر أكد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي اعتراض طهران على احتفاظ القوات الدولية بوجود لها في أفغانستان المجاورة بعد انسحاب القوات القتالية التابعة لحلف الأطلسي في 2014.المتابعون أكدوا أن الوفود رفضوا إدراج مساعدة محددة بل فضلوا تحديد إطار لدور الدول الحليفة لأفغانستان في إحلال استقرار اكبر في البلاد، كما أن تشبث المجتمعون بضرورة التزام متبادل بين أفغانستان والأسرة الدولية بدون تحديد اطار لهذا الالتزام يظل شيئا هلاميا.فهل ستكون أفغانستان الغنية بالنفط مسرحا لجولة أخرى من سلسة معارك أخرى ستشهدها منطقة الشرق الأوسط. [email protected]