القفز بعملية الإبداع من فضاء المعقول إلى الاستهجان، من الحماقات التي أصبحت منهجا لدخلاء الوسط الثقافي والفني، فليس كل قفز على التابو محمود أو جميل والعمل على زحزحة بعض القيم في المجتمعات وإحلال أخرى بديلة سيئة بدعوى التحرر والتحضر ومجاراة العصر الحالي. ذلك ارتباك يكشف عن مرض نفسي أكثر من كونه دعوى ستايل ومودرن ورغبة في التغيير للأفضل، ويستحق من يقوم بذلك بوصف الطابور الخامس والعمالة، لأن العبث بأجيال كاملة من خلال الوسائل الإعلامية من خلال دعاوي لبث الفساد في بيوت الذين آمنوا أقرب إلى عملية قتل مع سبق الإصرار والترصد، فالكلمة الطائشة أشد خطورة من الرصاصة الطائشة، ولعل المخرجة المصرية إيناس الدغيدي أسوأ أولئك الذين أعنيهم، فاللقطات القذرة والأفكار المتعفنة التي تصر على تمريرها في أفلامها إنما هي عملية "دغدغة" جنسية واستثارة قذرة تحاول بها غزو المجتمعات العربية بدعوى الانفتاح والغربنة، وهي تعلم مسبقا أن ما تفعله ما هو إلا جريمة. وهنا أتساءل، ويشاركني دون شك الكثيرون، ما جدوى كل هذا؟ فإذا كانت الدغيدي قد عانت فيما مضى من حياتها من صدمات جنسية فلا داع لأن تلقي بأمراضها النفسية على المتلقين، خاصة إذا استندنا الى أن المتفرج لا ذنب له فهي قد صرحت بألم بأنها لم تمارس الجنس إلا حين بلغت 27 من عمرها بعد الزواج، وترى بأنها قد ظلمت كثيرا في هذا، ويبدو أنها ربما كانت تود تجربته قبل الزواج لكن كونها نشأت في كنف أسرة محافظة وكون والدها الشرقي قد منعها من ذلك فهي متحسرة إلى الآن على ما حصل لها. في مقطع بث لها منذ مدة على اليوتيوب للقاء تلفزيوني مع الكاتبة إقبال بركة والتي كانت تتحدث عن الشذوذ وأنه كان شائعا في زمن ما في الدولة الإسلامية وأنه موجود في الشعر العربي، ترد عليها للدغيدي (ووعدهم في الجنة بالغلمان) في تطاول رخيص على التفسير فالجنس كما هو ملاحظ هو الشاغل الوحيد لهذه المخرجة، ودائما ما تطلقه كقذائف نارية من خلال حواراتها وأفلامها ففي إحدى المحطات الفضائية طالبت بأن يكون هناك ترخيص لبيوت الدعارة، وتحدثت بصراحة عن رغبتها في إخراج فيلم عن السيدة مريم العذراء ولكن برؤيتها هي، ولا اعلم ما الذي سوف ترتكبه في هذا الفيلم خاصة أنها سوف تتعامل هذه المرة مع المقدس، والخوف أن تتجاوز هذه المعتوهة كل الخطوط الحمراء وتعمل على تدمير الأجيال المقبلة أكثر، وهنا لا بد أن نستحضر المثل (قالوا لفرعون من فرعنك، قال مالقيتش حد يلمني).