بدأ الدفء يعود إلى العلاقات الأخوية بين فتح وحماس رغم الأجواء المناخية الباردة والسياسية الحارة التي تعصف بالمنطقة، فالإشادات الرسمية تنبعث من كلا الجانبين، حماس تشيد بالخطاب الايجابي للسيد الرئيس محمود عباس وبدورها تثني فتح على المرونة التي أبدتها وتبديها حماس في الاجتماعات المغلقة والبعيدة عن عدسات الكاميرا، فالأجواء بشكل عام طيبة ويلزمها بعض التعزيزات العملية لثقة الشارع بالمصالحة الوطنية. لا شك أن قراراً بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الاستدعاءات والمحاكمات العسكرية والمدنية سيعطي أملاً كبيراً لشعبنا بتقدم حقيقي نحو المصالحة، كتم الأصوات المشككة في احتمال نجاح تنفيذ ما تم توقيعه في القاهرة أمر محمود، إطلاق الحريات والسماح بتداول الصحف الفلسطينية الممنوعة من كلا الطرفين ضروري، كل تلك الأشياء لا بد من توفرها حتى يشارك الشعب قادته السياسيين حالة التفاؤل التي تسبق اللقاء المنتظر ما بين السيد الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل. وحتى تكتمل الترتيبات من أجل لقاء ناجح يجب إشراك باقي الفصائل في المشاورات السابقة للقاء، حيث إنها شاركت في التوقيع على ورقة المصالحة ولا يمكن تجاهلها عند تطبيقه، فالمصالحة شأن فلسطيني عام وليس خاصاً بفتح وحماس، ولذلك فإن الشراكة مطلوبة حتى لا نترك ثغرات في وحدة الصف الفلسطيني. في ذات السياق يجب التحذير من تدخلات إسرائيلية تعمل على تعكير الأجواء ما بين فتح وحماس، ربما تكون التسريبات الأخيرة بخصوص الصفقة التي ذكرتها صحيفة هآرتس هي إحداها، حيث ادعت هآرتس بأن السلطة الفلسطينية وافقت على تجميد مطالباتها في الأممالمتحدة مقابل الإفراج عن أموال الضرائب التي تحتجزها "إسرائيل" وكذلك استئناف المساعدات المالية الأمريكية، وربما يلجأ الإعلام الصهيوني لبث إشاعات من أجل استخدامها من قبل الأطراف الفلسطينية ضد بعضها البعض للعودة إلى المناكفات الإعلامية ومن ثم يعطل مسار الوحدة الفلسطينية، فهذه أمور متوقعة فضلا عن الضغوط الصهيو-أمريكية التي قد تتصاعد بشكل طردي مع قوة الوفاق الداخلي من أجل التأثير على مجرياته وخاصة فيما يتعلق بالبرنامج السياسي المرتبط بالمصالحة الداخلية.