قال مسؤول في حركة "حماس" أمس إن اتفاق حركته مع حركة "فتح" على تحقيق المصالحة الفلسطينية "بات أقرب من أي وقت مضى". وأضاف عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" في تصريحات لإذاعة "صوت القدس" التي تبث من غزة، أن اجتماعا ثانيا سيعقد بين الجانبين هذا الأسبوع للمضي في التوصل للمصالحة. وأكد أن الأجواء الحالية لتحقيق المصالحة "أكثر جدية"، لافتا إلى أن الاتفاق سيتم على صياغة "ورقة تفاهمات" بين الجانبين تراعي ملاحظات الحركة على الورقة المصرية للمصالحة وتكون جزءا لا يتجزأ من اتفاق المصالحة. واعتبر الرشق أن الحركتين أمسكتا في هذه المرحلة ب "طرف الخيط الموصل الى المصالحة الفلسطينية"، معتبرا أن هناك "تغيرا" بالمواقف وعدم وجود "تحفظات" من مصر وحركة "فتح". وشدد على أولوية المصالحة الفلسطينية "لمواجهة الغطرسة والعنجهية الإسرائيلية والممارسات المتكررة والمتصاعدة لتهويد القدس والمقدسات ومواصلة الاستيطان والتحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية ومستقبلها". وكانت "فتح" و"حماس" عقدتا مؤخرا اجتماعا في دمشق حققتا خلاله تقدما في التوافق على عدد من نقاط الخلاف التي كانت تحول دون التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام. من جانب آخر، حملت حركة "فتح" أمس على قيادة حركة "حماس" في قطاع غزة، واعتبرت أن تصريحاتها إزاء المصالحة والسلطة تتناقض مع الأجواء الإيجابية التي غلفت اللقاء مع قادتها في دمشق. وقال الناطق باسم "فتح" أسامة القواسمي، في بيان أمس إن التصريحات المتتالية التي تخرج من قيادات "حماس" في غزة، تتناقض مع اللقاءات الإيجابية التي تمت في دمشق، مؤكدا أن "هذه التصريحات لا تخدم الجهود المبذولة لإنهاء حالة الانقسام الراهنة ولا تخدم المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني". وقال القواسمي إن حركته "أخذت قراراً استراتيجياً لا عودة عنه، ومن خلال أطرها القيادية العليا، بانجاز الوحدة الوطنية التي تعتبر صمام الأمان لانجاز مشروعنا الوطني الفلسطيني". وأشار إلى أنه في سبيل ذلك "قدمت "فتح" كل مرونة ممكنة للتغلب على المعيقات التي تتذرع بها حماس"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الكرة الآن في ملعب حماس، وعليها أن تأخذ قراراً واضحاً يميل لمصلحة الشعب الفلسطيني وتكريس الوحدة الوطنية كمنهاج بين صفوف أفرادها وليس تكتيكاً سياسياً لمصلحة ما". ودعا القواسمي "أبناء الشعب الفلسطيني والقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية الحريصة على مصلحة الشعب الفلسطيني، إلى التيقظ والحذر والوقوف بحزم من كل أولئك الذين لا يريدون لحالة الانقسام أن تنتهي، ولا يرون أنفسهم إلا من خلال الانقسام ووجود الخلافات، حتى ولو كان ذلك على حساب المصالح العليا لشعبنا". وكان القيادي في حماس مشير المصري هاجم رئيس السلطة محمود عباس واعتبر أنه يشكل خطراً على القضية الفلسطينية، فيما قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمود الزهار إن توجه حركة "فتح" للمصالحة من جديد ناجم عن ضوء أخضر أميركي.