كثيرا ما أُسأل هذا السؤال.. لماذا أنت ضد إيران؟ وهو في تقديري أكثر من سؤال حيث ينطوي على اتهام خطير لي بمعاداة دولة، وقد يكون اتهاما غير حقيقي، فإيران ليست مجرد حكومة أحمدي نجاد أو خامنئي، وإنما شعب ومكون ثقافي وحضاري ضخم إن لم أكن معجبة به فلست بالتأكيد ضده. الدمج الذي يمارسه الكثيرون بين إيران كسياسة وشعب عملية خطيرة، وكوني بدأت الكتابة عن النظام الإيراني منتقدة له مبكرا تقريبا منذ العام 2007 وحذرت من الخطر الإيراني وأحلام حكومة نجاد في المد الصفوي واستخدامها للتشيع ككرة تستخدمها في أحشاء الخليج متى ما قدرت على ذلك هي أحلام ومحاولات عملت لأجلها الثورة الإيرانية منذ بداية ظهورها ونصبتها من أهدافها المهمة التي سعت لتنفيذها في الخليج وفشلت. وإيران ليست دولة لها من القداسة بحيث أن نظامها السياسي لا ينتقد، فهي من الأنظمة التي تشبعت بالفشل والسمعة السيئة على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وتكفي عمليات انتهاك قوانين حقوق الإنسان التي تمارسها ضد شعبها، ولا اعتقد أن أحدا يستطيع أن يمحو من ذاكرته الصور المؤلمة للمظاهرات التي تلت الانتخابات الإيرانية، ومشاهد الدم الذي انسكب دون رحمة هنا وهناك، وصوت البطون الفارغة بسب الجري المحموم للحكومة الإيرانية في سباق مع الزمن من أجل برنامجها النووي على حساب شعب استهلكه النظام الفاسد وجعل شعبه منبوذا من المجتمع الدولي بسبب سياسات دولته ومنتهك حقوقيا من دولته نفسها. حتى المؤسسة الدينية الشيعية نفسها لم تنجو من السياسة الإيرانية الشريرة، وأكبر مثال ما جرى لمهدي كروبي وآخرين، وأخطاء السياسة الإيرانية لا تحصى وعلاقاتها السياسية السيئة مع دول الجوار وغير ذلك كثيرة، فإيران يعنيها فقط مد نفوذها في المنطقة والعمل على مصالحها تماما كما فعلت مع سوريا ومن ثم ورطتها في مشاكل ضخمة كانت حكومة الأسد في غنى عنها لو تجنبت التدخل الإيراني سواء في علاقتها مع شعبها أو حكومة الأسد مع المجتمع الدولي، وعلى ذلك يمكن الجزم بأن إيران تسير باتجاه شيء ما وبخطوات ليست حذرة، وفي تقديري أن كل ثورة لها عمر معين والعمر الافتراضي لثورة الخميني أوشك على النهاية بيد حكومة نجاد.