قبل ان تظهر ملامحها وصفت بثورة الشباب، ثورة الفيسبوك، وكتب في ذلك آلاف المقالات والتحليلات لدعم النظرية التي عارضناها منذ البداية، ولما بدأت تتجلى، وعرفت ثمرة الربيع العربي بأنها إسلامية تبدلت النظرية لتحل محلها نظرية إعادة تقسيم الوطن العربي على غرار سايكس بيكو، أين من تحدثوا عن ثورة الشباب وأنهم أصبحوا القادة الجدد للشارع العربي؟. في تونس فازت حركة النهضة الإسلامية بغالبية مقاعد المجلس التأسيسي الجديد في انتخابات نزيهة وحصلت على 90 مقعدا من أصل 217، ويليه حزب المؤتمر من أجل الحرية الذي فاز ب30 مقعدا، ثم يأتي حزب التكتل من أجل العمل والحريات ب 21 مقعدا وقادة تلك الأحزاب كبارا في السن أكثرهم شبابا هو رئيس حزب المؤتمر ذو 66 عاما، وهذا يسقط نظرية قيادة الثورة العربية من خلال الفيسبوك ولكنه لا ينفي دور الشباب فيها، ولكنهم شباب الأحزاب التي ناضلت من أجل حرية تونس وعلى رأسهم شباب حركة النهضة الإسلامية . بعد سقوط نظرية ثورة الفيسبوك كما قلنا وسقوط ما يسمى بالأحزاب اليسارية والعلمانية والحداثية وإلى ما هنالك من أسماء، سقوطا مدويا بدأت تظهر نظرية المؤامرة وإعادة تقسيم الوطن العربي، النظرية تأتي في سياق التشكيك في القوة الجديدة التي ستحكم الوطن العربي . إن علاقة الغرب مع الوطن العربي ستتغير، ونستبعد أي عمل عسكري لمقاومة الربيع العربي، أما العلاقة السياسية فستتبدل من علاقة تبعية سياسية إلى ندية، والحديث عن تقبل المجتمع الغربي للإسلاميين إنما يجيء بعد تجاهل ثم اضطهاد وحرب طويلة الأمد للإسلام والمسلمين، ، والآن تأتي مرحلة التعايش وتبادل المصالح بشكل حقيقي، الغرب أصبح مضطرا للتعامل بهذا الشكل مع القوى الحزبية الصاعدة في ظل وعي عربي شعبي يرفض عودة الطغاة والدكتاتوريين إلى سدة الحكم، وهذه بداية مرحلة التمكين، أما أصحاب النظريات سالفة الذكر فسيذوون ويذوبون ويختفون دون أن يشعر بهم أحد، لأن هذا هو زمن الكبار وليس زمن الصغار والنكرات.