انتشرت في الآونة الأخيرة الجرذان بأعداد هائلة بالمنازل, الجديدة منها والقديمة, ولا علاقة لقدم البناء من جديده بالمشكلة, ويشتكي الكثير من أرباب الأسر من تواجدها بشكل لافت هذه الأيام, حيث تشكل خطورة على حياة الإنسان لما تحمله من أمراض وأوبئة, ولا أعرف السبب حقيقة إن كانت هذه فترة توليد للجرذ وزاد من انتشارها بهذا الشكل الملفت, وتأتي هذه الجرذان "القذرة" عن طريق الصرف الصحي والمجاري, وتسبب الرعب والويلات لأهل المنزل, حيث عرف عنها شراستها في العبث بالمقتنيات وأغراض البيت, وتخريب كل شيء أمامها, حتى الذي لا حاجة لها به, بل تتداول معلومة تقول إنه حين محاولة التحرش به أو التعدي عليه دون قتله, يقوم بالانتقام نتيجة التعدي, ويتصرف بذكاء مرعب, أشد من المجرمين تصرفاً, ويصل أحياناً إلى التعرض على الأطفال الرضع, والقصص في هذا الشأن كثيرة, والحلول اللازمة تجاه صاحب المشكلة وفق تجارب أصحاب منازل تؤكد ضرورة وضع "رداد" وهو عبارة عن قطعة حديدية تكون حامية للمنزل من دخول أي حشرات أو قاذورات عن طريق الصرف الصحي الذي يمر بالمواسير الخاصة بالمجاري, وتمنع عودة المخلفات الخارجة, ورغم هذا يستطيع أحياناً "اللعين" من الدخول عبر الرداد متى ما سنحت له الفرصة, والحل الذي لم يفعَّل حتى الآن هو من قبل الجهات المسؤولة والمعنية, إذ لزاماً على مصلحة المياه التعامل مع هذه المشكلة المنتشرة التي تسببت في معاناة الكثيرين, وأرى وضع مبيدات حشرية قوية قاتلة بالتنسيق والتعاون مع وزارة الزراعة للحد من انتشار هذه القوارض الشرسة والمسببة للمعاناة والأمراض وتلف الأثاث وأنابيب المياه والحرائق من خلال قضمها للأغطية السلكية الخاصة بالكهرباء, وقد بحثت في المواقع الإلكترونية عن هذا "القلق" وقرأت العديد من المواضيع التي تطلب المساعدة, وأخرى تحذر من التعامل القاسي معه, وثالثة وعاشرة حائرة من هذا الانتشار الكبير, وعلى مصلحة المياه التحرَّك لصب كميات كبيرة من المبيدات السامة عبر مجاري الصرف الصحي لإنهاء الأزمة المقلقة للأسر, لأن المشكلة ليست نتيجة إهمال أصحاب المنازل, أو تقصير منهم, بقدر غياب عمليات المكافحة من قبل مصلحة المياه والصرف الصحي, لأن مجرَّد صب كميات كبيرة من المبيدات كل فترة خصوصاً فترة التوليد كفيلة بالقضاء على هذا "البعبع" الذي تسبب بمعاناة الكثير, وأقلق راحتهم.