بعد إعلان تحرير ليبيا على أثر سقوط نظام الجماهيرية ومقتل القذافي، لم تتأخر الأممالمتحدة في وضع حد لمهمة "الحامي الموحّد" التي كلفت حلف شمال الأطلسي بإنجازها.الحلف الأطلسي، لم يتردّد من جانبه، لا بل سارع إلى اتخاذ قرار رسمي بإنهاء تدخله العسكري في ليبيا، رافضاً بذلك التجاوب مع مطلب المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي دعا إلى تمديد عمل المظلة الأطلسية، أقله حتى نهاية العام الحالي. ويُفهم من القرار الأطلسي المذكور، بأن الحلف يحرص على إثبات أمرين: أولاً: أنه ملتزم بالمهمة والقرارات الدولية الخاصة بتدخله العسكري في ليبيا. ثانياً: ألا مطامع ولا أهداف لديه للهيمنة على ليبيا حتى ولو أنه لعب الدور الرئيس في إسقاط نظام القدافي وانتصار الثورة الليبية.وأما إن كانت هناك حاجة وإذا طُلب منه ذلك، فإن الحلف الأطلسي مستعدّ لمساعدة الليبيين في المرحلة الانتقالية لضمان شروط الديمقراطية من حرية ٍ وأمن.ماذا يعني كلّ ذلك في ضوء كلمات ومواقف الأمين العام للحلف أندرز فوغ راسموسن؟ .انه يعني أن لمهمة الحلف الأطلسي تتمّة في ليبيا الجديدة ولاسيما عبر إصلاح وإعادة تأهيل وتجهيز المؤسسات الأمنية والدفاعية الليبية.ولكن الأهم يعني أنه ستكون للحلف الأطلسي مهمّاتٌ أخرى، بعد ليبيا، في أنحاء أخرى من العالم، وتتخذ من عملية "الحامي الموحّد" نموذجاً ومثالاً ومعيارا. مهمّاتٌ للحلف بعد ليبيا، يُستحسن أطلسياً أن تظلّ أممية دولية التكليف، أطلسية القيادة، لا يديرها البنتاغون الأميركي عن بعد. مهماتٌ أطلسية بعد ليبيا، تحمي الشعوب من تسلط الطغاة، وتساعدها على التحرّر من أجل بناء الديمقراطية في دولةِ قانون ٍ تحترم حقوق الإنسان. مهماتٌ أطلسية جديدة إذن، قد يتراجع فيها الدور الأميركي أكثر فأكثر لمصلحة قيام حلف أطلسي جديد، يلعب فيه الأوروبيون دوراً أكبر..تماماً كما حصل في ليبيا.