ربَّنا.. نرضى بقضائك، لأنكَ تباركتَ وتعاليتَ لا تختار لعبدك المؤمن إلا خيراً. اصطفيتَ لجواركَ أمس سلطانَ بن عبد العزيز، فَذاكَ خير له. واخترتَ لنا وللبلاد وفاتَه، فاجعلْها خيراً لنا. اللهم أمطر عليه من سحائب رحمتك وجودِ مغفرتك ما أنتَ أهلُه. اللهم أنت أعلم به منا. لكنا - وحبيبُكَ القائلُ :"أنتم شهداءُ الله في خلقه" - رأيناه ستين عاماً، مُتَذلّلاً لِحرمَيْكَ، بيتِكَ الأقدس ومثوى نبيكَ الأطهر..هاشّاً باشّاً كلَ وقت..خادماً مطيعاً لشريعتك..باثاً لها بسلطانه وماله..ذائداً عن حياض الوطن أمام الطامعين..قاسٍ على المعتدي والظالم..و هل يؤمّن عبادكَ إلا ذلك؟. كان مغيثاً للملهوف كريماً للسائل..لعل الدنيا كانت بِيَده أكثر مما كانت في قلبه. حلَّ الآن بجواركَ يا جار المستضعفين..وبأمانكَ يا أمانَ الخائفين..متعلقاً بكرمكَ يا أكرمَ الأكرمين. لو قبلتَ منه سجدةً واحدةً من حياته لَكَفَتْه. ولو ارتضيتَ ريالاً واحداً من صدقاته لآلَ للجنة. ولو أجبتَ دعوةَ مريضٍ عالجه أو مكروبٍ نَفّس عنه أو مظلومٍ أغاثه أو جائعٍ أطعمه أو عارٍ كساه، لَكانت اليوم أعظمَ عنده من الدنيا وما فيها. صحيفتُه، يا رب، مَلْأى بالكثير منها سراً وعلناً. كان كريماً فأكرمه، مُعيناً فَأعِنْه، مغيثاً فأغِثْه. ربنا..كما كان باشّاً لعبادك، ندعوك بدعاء خير رسلك :"اللهم إلْقَه وأنت تضحك له..وهو يضحك إليك". أما عزاء (آلِ سعود) البررة لشعبِهم الوفي، أنه كلما مات منهم سيّدٌ..قام سيّد. twitter:@mmshibani