أمين منطقة عسير الجديد المهندس إبراهيم الخليل من الشخصيات العملية الجادة, وقد عمل رئيسًا لبلدية محافظة عنيزة خلال الفترة الماضية لسنوات تفوق الخمس وتقل عن العشر, وعمل نقلة نوعية لم تشهدها المحافظة طوال تاريخها الخدمي, وأشعل الحماسة في نفوس الموظفين الجادين بالعمل, وقدم عملاً جبارًا لا يستطيع أيًا كان إنكاره, لأن واقع المحافظة من سفلتة وأرصفة وإنارة وتشجير وطرقات جديدة شهد تغيُرا جذريا مُذ قدومه, وما كان يعيب عليه حينها عدم تقبله للآراء المطروحة ومطالبات الأهالي, ورغم النقد الذي يصل حد الشراسة في المنتديات والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمحافظة إلا أنه كان يمضي قُدمًا وفق خطته ومنهجه في التطوير والإصلاح, وهذا عيبٌ في كافة المجتهدين من ذوي الصلاحيات ورؤساء البلديات, وربما يعود لسبب ضعف صلاحيات المجالس البلدية في المتابعة والمحاسبة والوقوف أمام بعض القرارات الارتجالية والاجتهادية, لكن بالمجمل يُعد المهندس من الشخصيات القيادية الناجحة التي ترجمت جديتها وصدقها واقعا ملموسا لا تصاريح صحافة, وخالف سمة مديري ومسؤولي ورؤساء الإدارات في التسويف ومواعيد «عرقوب» واللسان المعسول, إذ سمة هذا المهندس عملٌ جاد لا مواعيد «عرقوب» ولسان معسول. شاهدت المقطع الذي تم تداوله في اليومين الأخيرين, وأسلوب المهندس مع المواطن الذي يشتكي قلة الخدمات وضعف النظافة وسوء الإنارة واحتياجات المواطنين في المنطقة, وشخصيًا ضد هذا الأسلوب غير اللائق الذي لا يخدم العلاقة بين المواطن والمسؤول بقدر ما يسبب فجوة وصداما, ومهما كانت الأسباب والمبررات فمن أبسط حقوق المواطن السماع لشكواه ورأيه, لا سيما أنه المعني الأول في البيئة والخدمات المقدمة, ولأني أعرف المهندس إبراهيم من خلال عمله في بلدية عنيزة سابقًا لم استغرب هذا الانفعال, لكن شهادة الحق لا بُد أن تقال, الرجل عمليٌ ومخلصٌ وجادٌ في عمله, وأتمنى ألا تسبب الضجة والعتاب على ما بدر من المهندس في صدور قرار إعفاء من سلطات عليا قبل أن يُعطى الفرصة, أقول هذا محبة في الوطن ومنطقة عسير, رغم إيماني بأن الأسلوب لا يغتفر, ولا يعكس سياسة الدولة, ولا القيم الأخلاقية الإسلامية والإنسانية في التعامل, لكن الخشية من فقدان كفاءة عملية جادة تفتقدها للأسف غالبية الإدارات الخدمية يجعلني أطرح الجانب المضيء الذي لا يعرفه الكثير, بدليل أنه لو لم يفتح المجال لاستقبال المواطنين لمدة ساعة في اليوم لما خرج علينا هذا المقطع, وهذه نقطة لا يعرفها الكثير, فإحدى سياسات المهندس إعطاء المواطن مدة زمنية لسماع الشكاوى وتلمس الاحتياجات, كما أن الواقعية تفرض علي قول هذا الرأي, لأن وفق ما نراه ونتابعه ونتلمسه أن المسؤول صاحب اللسان المعسول ومواعيد عرقوب أكثر حظًا لأنفسهم وتعاسة للمستفيدين في الجلوس على الكرسي الوثير لوقت طويل, بينما المجتهدون الجادون والمخلصون في عملهم الذين يخونهم التعبير أو التصرف السريع, هم الأقل حظًا في الجلوس لفترات طويلة, ولنا في اجتهاد مدير الشؤون الصحية في جازان وإعفائه خير مثال, فهل ستطغى العاطفة هذه المرة ونخسر شخصية مجتهدة أخرى, في الوقت الذي يغيب فيه عن الأنظار المقصرون والأقل عملاً وتنفيذًا للأهداف؟.