كثيراً ما نسمع ان التجارة شطارة ، والتاجر الذكي هو من يعرف كيف يُسوّق لبضاعته ، وما هي الشريحة التي يستهدفها ، وقد حقق الكثير من التجار "الشُطّار" النجاح لإدراكهم اهمية التسويق وطرق العرض الذكية التي تجعل المستهلك راغباً في الشراء .إن ظهر التجار الجدد الذين يبيعون بضاعتهم في كل وادٍ وناد ، وشريحتهم المستهدفة هي "الإنسان" ذكراً كان أو أنثى ، طفلاً أو كهلاً ، ولا يهم أين ومتى ، فهؤلاء التجار بضاعتهم هي الشخصيات يبيعونك الشخصية المناسبة لك ، وبما أن لكل فرد منا شخصية يتمناها في أحلام النوم واليقظة ، فلدى هؤلاء خيارات وشخصيات بالتفصيل والأمزجة (مبردة ، أو مثلجة ، أو مجففة) وبالنكهة التي تريد، ما عليك سوى أن تختار . يوصلون إليك إغراءهم عبر مواقع الإنترنت ، والرسائل النصية عبر الجوال ، بعبارات مدروسة وكلمات جزلة ، تصيب أوتاراً حساسة في نفس كل إنسان ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : "كيف تصبح قوي الشخصية" ، " كيف تصبح قائداً " ، "كيف تنمي ذكاءك" ، "هل تريد أن تصبح عنصراً فعالاً في المجتمع" ؟ .. ومن لا يريد أن يكون كل هؤلاء . رسائل مدروسة الأبعاد والتأثيرات النفسية ، إذ تصلك للمرة الأولى فتمر عليها مرور الكرام ، ثم الثانية ، والثالثة ، ونفس العبارة تتكرر عليك حتى تظن أنك مستهدف ، وأن هذه الرسالة تعنيك أنت شخصياً ، لأنك بالفعل تحتاج إلى التغيير في شخصيتك القديمة البالية ، وتترك في النفس آثاراً سالبة تجعلك تبحث عن عيوبك ، ونقاط ضعفك التي أخفتها تجاربك مع الحياة لتبرز مرة أخرى أمام عينيك ، هذه الرسائل تشعرك بأنك تعيش في هامش الحياة ، وأن الناس من حولك ينظرون إليك كأنك نكرة . وهنا تكون الرسالة الإعلانية قد أدت مفعولها ، وقامت بالغرض المطلوب منها ، وتسوقك قدماك برضى تام إلى حيث يريدون ، ومع أول جرعة تبدأ رحلة الإدمان التي لا تنتهي ، فما بين مرحلة " كيف تكون قابلاً للتطوير " إلى مرحلة "كيف تصبح سوبرمان" هناك مئات المحطات التي عليك عبورها ، والريالات التي يجب إن تدخل في حساب بائعي الشخصيات الجاهزة والتفصيل . حكمة اليوم : "إذا دخلت مستشفى الأمراض العقلية معافى .. فستخرج بلا عقل" [email protected]