في كلمته بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد أكد وزير التربية والتعليم على دور المعلم في العملية التعليمية ووصفها " بالأهم " , وضمّن كلمته عدداً من استرتيجيات تطوير التعليم بما في ذلك ما يتعلقّ بتقديم الدعم للمعلم وازالة العقبات التي تحول بينه وبين أداء مهمته بالشكل الذي يسهم في دفع عملية تنمية التعليم في المملكة إلى مواكبة العصر ومنجزاته . لا شك أن أولى العقبات يا معالي الوزير هي آلية نقل المعلمين والمعلمات ولم الشمل خصوصاً لأن المعلم الذي يقطع مسافات خرافية للوصول إلى عمله كمسافر لا يُمكن أن يؤدي عمله كمن يفصله عن مكان عمله عشر دقائق ، والمعلمة التي تتزوج غير معلم مازالت خارج نظام لم الشمل ، فهل هذه طريقة لاجبار المعلمة قبل أن تفكر بالارتباط على اختيار معلم أملاً في لم الشمل فيما بعد ، أوليست المتزوجة من غير المعلم هي نفس المتزوجة بمعلم من حيث الصعوبات في وجودها بمفردها ومسؤوليتها الكاملة عن تربية الأطفال وتعليمهم في غياب والدهم ، أو وجودها في رحمة السائقين في الأماكن النائية وخوفها المستمر طيلة رحلة الذهاب إلى المدرسة والتي قد تستغرق ساعتين كاملتين للكثيرات على حياتها وأمنها وعودتها سالمة من مغامرة يومية ،إضافة للغياب التام لأية جهة تحاسب الجشع المتزايد في من يقومون بتكديس المعلمات في سيارات النقل العائلي ونقلهن حيثُ يرفعون أسعارهم كل عام عن الذي يليه بدون أي رادع وصلت إلى ألفي ريال عن كل معلمة والمعلمة في الأخير تستسلم لأنه ليس باليد حيلة فإما السائق الجشع العجوز ،وإما أن تتخلى عن وظيفتها لكون أسرتها أو ولي أمرها لا يقبل وفق تصوراته احضار سائق أجنبي ويشترط على امرأته أن يكون كبيرا في السن لاعتباراتٍ عُرفية . وثاني أهم العقبات أن الوزراة ما زالت حتى اليوم لم تعط المعلمة الأم حقها من قراراتها واهتمامها ،بل عملت على تقليص اجازة الوضع لإجبارها على طلب اجازة للأمومة في ظل عدم وجود حضانة تهتم بطفلها في سنته الأولى ،وهنا تبدأ معاناة جديدة مع العاملات المنزليات واهمالهن أو إلحاق الضرر بطفل المعلمة وعدم وعيهن الكافي بمتطلبات العمل كمربية اطفال لأنها جاءت أصلاً كعاملة لا مربية . لن اذهب بعيداً في السودان تُعطى الأم وقتاً مستقطعاً من العمل كل يوم لأرضاع طفلها طوال سنته الأولى ، والاقتراح على وزارتنا الموقرة أن تدعم المعلمة الأم بقرار إلزامي الحاق حضانة للأطفال بكل مدرسة لتحضر المعلمة طفلها معها وتطمئن عليه، وتؤدي عملها بدلاً من اضطرارها إما لأخذ اجازة طويلة قد تُضر بها مادياً أو احضار خادمة تشغلها على أطفالها أكثر مما تُطمئنها عليهم . ويتوقع المعلمون والمعلمات الذين شملهم التثبيت من الوزارة أن يصدر قرار تثبيتهم في أماكن قريبة لأماكن اقاماتهم لأن لا تتجدد مشاكلهم مع طلب النقل والتشتت والبعد من جديد .وقد تلاحظ يا معالي الوزير أن اعقد مشاكل المعلمين ليست في البيئة المدرسية وليست ضمنية وعميقة بقدر ماهي شكلية ولكنها تتطلب حلولاً مرنة وجراءة في القرار كما قرأنا عن حركة نقل استثنائية قدمت وعداً بتلبية معظم طلبات النقل خصوصا بعد قرار تثبيت المتعاقدين وبالتالي توفر المعلمين والتخصصات بالمدرسة الواحدة .