الشباب المصري يجتاز أرضية الميدان وأرصفة الساحات بسواعد رافضة أكثر أسمنتية من جدران السفارة الإسرائيلية الواهنة إن شاء الله. منذ أن بدأت الصرخات نحو التغيير وتحولت الساحات والميادين إلى منابر رفض عربي، والحمقى يشعرون بخيبة الوجود. تدور الساعات المحملة بالهزيمة لهم وتتراءى نهاياتهم وهي تقترب من انهيار-تلك الكراسي الطاغية- حتى صار التصاعد يومي وفي كل جمعة في مناطق جغرافية متعددة من وطننا العربي .بالامس القريب وأنا ارقب الشاشة تفيض عيناي بشئ ما، ليس الدمع كنت ذاهلة وأنا أرى الساحات والشوارع كيف تحولت إلى سلالم تصعده الأجساد اليافعة نحو الشمس إلى الحرية إلى النهاية التي يريدها الشعب. ثانية يصرخون وتحت ضفائر الشمس التي تطيب بها الشوارع برفعة الأحرار الشباب وبصيحات ثائرة تسقط على أثرها طاغوت جديد جثم سنينا على قلوبنا، وينهار كرسيه المتخاذل ضد شعوبنا المظلومة، يخرج الشباب المصري ثالثة ورابعة وكل يوم لأنه لن يسمح ولا يقبل بالخديعة المنطوية في سرقة ثورته العاتية بوجه الجبروت . يحطمون الجدار العازل بسواعد تبض أوردتها للتغيير ونحوه من أول رصيف إلى آخر بقعة للإطاحة بآخر كرسي مخادع. ولأنها المعركة الوحيدة التي يطيب لنا أن نموت فيها وعلى أرضها يواصلون رفضهم ويواصلون سيل الدماء الطاهرة فوق أرصفة الوطن لأنها نكهة الانتصار وهزيمة الظلام. كيف لي أن أتكلم عن الثورة وهي -ثورة -هي أكبر من كل القصائد والسطور والمداد والحبر أنها الحقيقة الكبيرة التي يصغي لها الكون ، كل مخيلتي لم تتسع لتصور حقيقة تلك الصورة التي يضرب بها الشاب اليافع الجدار أمام السفارة الإسرائيلية ليجعلهم يولون أدبارهم إلى حيث لا رجعة . شكراً لتلك –الأكف- حين تضرب وحين تقلق أسمنتهم وعقولهم وأفكارهم و أصباحهم الكافرة على الأرض العربية. هاهو قلبي أمام الشاشة يخفق مع كل ضربة للأسمنت الواهن أمام عقيدة وإيمان الرجل الحر. شكراً لهم وهم سيبنون الحضارة من جديد لكلانا لكل رجل وطفل و أنثى ووردة ومساء في صباح جديد. نعم بهم سيتغير العالم كثيراً لأنهم يرسمون وجه التاريخ على أجمل صورة وأكرمها.