بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارة لمصر مساء أمس يجري خلالها محادثات مع حكام مصر الجدد، ويلقي خطاباً موجهاً لمصر والعالم العربي. زيارة أردوغان لمصر تعد الأولى لرئيس وزراء تركي منذ 15 عاماً، وهي الزيارة التي أرجأت ثلاث مرات، وستلي زيارة اردوغان لمصر زيارة لليبيا وتونس، وتسلط الزيارة الضوء على محاولة تركيا زيادة نفوذها الإقليمي. يرى المتابعون للأحداث أن تركيا تحاول المنافسة على الدور الإقليمي، في حين أكد آخرون أن رحلة اردوغان جزء من محاولته لتعزيز موطئ قدمه في العالم العربي، بعد أن بعدت تركيا عن العرب لفترة طويلة. وبالمقابل أوضح أرشاد هرمز كبير مستشاري الرئيس التركي إن تركيا لم تدر وجهها من الغرب إلى الشرق بل صححت فقط هذا المسار فهي لا تزال في عضويتها الفاعلة بالعديد من المنظمات العالمية، وتسعى للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي لكنها وفى الوقت نفسه أصبحت مراقباً في الجامعة العربية،ولديها تعاون استراتيجي مع مجلس التعاون الخليجي، ولخص هرمز هذه الفلسفة بأن تركيا أصبحت دولة تطير بأجنحة متعددة وليس لحساب منطقة على حساب الأخرى. وفيما تمضي تركيا أردوغان في تأدية الواجب الداخلي فإنها تحلق بسياستها الخارجية الفاعلة من منطقة إلى منطقة ومن دولة لأخرى بقدرة هائلة على المناورة، في محاولة لتوجيه التطورات الجارية في المنطقة إلى منحى ايجابي لصالحها، وذلك عن طريق قاعدة تصفير المشكلات أو زيرو أزمة، إلا أن هذه القاعدة فشلت مع إيران حينما وافقت تركيا على نصب الدرع الصاروخي الأطلسي على أراضيها. ولكن تركيا تدرك أن لكل دولة في المنطقة ظروفها وشروطها وتدرك أيضاً أن مصر بوجه خاص يمكن أن تكون مصدر إلهام للتقدم في المنطقة فسارعت إليها. من جانبهم يؤكد الخبراء السياسيون وفي سياق مخاض صعب مرت به خلال عقودها الأخيرة، تحاول استعادة تركيبتها، وتستعيد معها بعض ما انقطع مع العالم العربي، وهذا ما سيجعل من تركيا وأردوغان مهندسي هذا الفصل الجديد في تاريخ الشرق الأوسط.