لقد أنعم الله عليك بنعمة عظيمة؛ هي نعمة "الإسلام" فاحمده عليها كثيرا، وليكن شكرك الدائم لها أن تعمل بها ولها؛ فاتخذ من دينك العظيم؛ خاتم الأديان، منهاجاً لحياتك، وابذل في سبيله كل ما في وسعك من جد واجتهاد؛ لتكون صورة مشرقة له بين العالمين. ولدي المبارك: أراك كلما سمعت ذكر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يلهج لسانك بالصلاة والسلام عليه؛ فاعلم بني أن عملك بسنته والاهتداء بهديه في يومك وليلتك، وسكونك وحركتك، هو سبيل السعادة الدائمة، فتعلم سنته واعمل بها وادع غيرك لها، وتخلق بأخلاقه؛ فلقد كان "خُلُقُه القرآن"، وأثنى عليه ربه بقوله {وإنك لعلى خلق عظيم}. ولا تتخذ قدوة في حياتك أعلى ولا أغلى من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. ولدي..: هل تعلم يا بني ماذا كانت قرة عين نبيك صلى الله عليه وسلم، ومصدر راحته وانشراح صدره؟ إنها "الصلاة" يا بني، كان صلى الله عليه وسلم يقول: "أرحنا بها يا بلال"، ويفزع إليها إذا حزبه أمر وأهمه وأشغله؛ فهي قرة عينه ولذة قلبه عليه الصلاة والسلام.. فلتكن يارعاك الله كذلك لك؛ فإنها عمود الإسلام، وصلة العبد بربه؛ وبصلاح شأنك فيها يصلح الله لك كل شؤونك. ولدي الحبيب: أمران لو عقلتهما وعملت بهما؛ فقد حزت خيراً كثيراً، وكان التوفيق من ربك ومولاك جل وعلا حليفك في كل شؤونك؛ ألا وهما "بر الوالدين" و"صلة الرحم"؛ فاتخذ منهما مفتاحاً لطريقك نحو النجاح فيما تتمناه من خير وعلم وعمل؛ فقد وعد الله تعالى عليهما بثواب معجل في الدنيا، مع ما لهما من أجر عظيم يدّخر لك في جنات النعيم! بُني الغالي: أمة الإسلام تنتظر منك الكثير، فماذا لديك لتقدمه لها؟ ليكن طموحك - بُني - أن تكون مؤثراً في أمتك، باجتهادك وتفوقك في مجال من المجالات؛ فلا تقف أمنياتك عند حدود نجاح محدود، ووظيفة مغمورة، ولتتجاوز ذلك إلى النبوغ في ميدانك؛ ولتكن لك همة عالية متوثبة؛ تسعى بك لوضع اسمك في سجل العظماء النافعين لأمتهم! كانت هذه وصايا إليك ولدي.. بثثتها من قلبي إلى قلبك وعقلك.. سائلا الله جل وعلا أن ينفعك بها.. ولعلك تنقلها يوما من الدهر إلى الجيل الذي يليك!