ينظر الإنسان الناجح إلى الإجازة على أنها فترة استجمام لمعاودة الانطلاق نحو أهدافه ؛فالإجازة في قاموسه استراحة محارب. لا ينظر للإجازة على أنها فترة للتحرر من كل القيود وإنفاق كل ما ادخره من مال وهدم كل ما أسسه وبناه من أخلاق . الناجح قبل أن يتمتع بإجازته يلقي نظرة على إنجازاته فإن كانت أقل من طموحاته وخططه حاسب نفسه ومنعها من الإجازة . هو يعلم أن العمل والعطاء والبناء هو حياة الروح وروح الحياة فحاجة الروح للإجازة ليست كحاجتها للعمل ،فهو وإن تمتع بإجازته إلا أن فكره دائم التأمل والتدبر . الإجازة في نظر الناجحين هي فرصة للخلوة مع الروح واغتنام أوقات الأسحار أو التلذذ بالطواف بالبيت العتيق أو تأدية ركعتين في الروضة الشريفة . الإجازة في نظر الناجحين فرصة للتزود من علم أو إتقان مهارة أو حضور دورة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية . الإجازة في نظر الناجحين فرصة لصلة رحم حالت دونها المسافات أو أشغلت عنها الأعمال والمهمات . الناجح كما يهتم بترتيب وتنظيم وقته في إجازته يهتم بترتيب وقت أولاده وأسرته ويساعدهم في إعداد جداولهم في الإجازة. كم هو مؤلم أن تنقضي الإجازة ولم يحقق ابنك أي إنجاز ولم يستفد أي فائدة ؛بل إن بعض الأبناء وللأسف يجرب عملياً مخالفة كل ما تعلمه في مدرسته . فمن المسئول ؟ وما هو الحل ؟ كل ما استطيع قوله أننا في بداية الإجازة والكرة في ملعب الآباء والأمهات والنتائج تعتمد على الأعمال، والمخرجات تحددها المدخلات ،والمجد لا يصنعه الكسول والراحة في ترك الراحة وكلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته .