يقول الحديث الشريف آيات المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان. وبالطبع كل مسلم يدرك ما جاء في هذا الحديث ويعرف معناه كل المعرفة، ولكن هل ابتعد عن تطبيق هذا الحديث في تعاملاتنا الحياتية اليومية على سبيل المثال.؟. وبالطبع نقول أن هناك من الناس من يفعل أي من يبتعد عن عمل مثل هذا ان شاء الله، وفي الوقت نفسه هناك وللأسف من ينطبق عليه الحديث تماماً. فقد كثر خلف الموعد وعدم الاهتمام أو الالتزام به، ثم تنوع الكذب والخداع وأصبح في مفهوم فاعله ذكاء وشجاعة. أما الامانة فهي تفهم ولا تطبق في بعض الاحيان عند من نسي أو تناسى الحساب في الدنيا والآخرة وهي الأهم. هذه الأمور موجودة وملموسة ولا يجب إنكارها والمفروض أن نعود الى الحق بالابتعاد عنها، وبالعمل على ما يمليه علينا ديننا ودستورنا الخالد وكتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم. فيا ما أجمل ذلك على النفس والروح والعمل، يبارك الله في كل عمل مخالف لما جاء في آيات المنافق الثلاث تماماً أي عكسها. فصدق الموعد ضروري عند كل المسلمين والصدق في الحديث هام وجلي لكل من يخاف الله ويرجوه. أما الامانة فقد تبرأت منها الجبال وحملها الانسان ظلوماً جهولاً. ومن هنا فكيف بمسلم يؤمن بالله وبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله (ص) في أن يخالف ما طلب منه في مثل هذه التوجيهات الكريمة والعظيمة؟. وبالمناسبة وبكل المصداقية نجد دول الغرب أعداء الاسلام يفوقون البعض منا في الالتزام بالموعد واحترامه، وبصدق الكلمة في الحديث والتعامل في الكثير من حياتهم. ومن هنا فلعلي أسرد قصة حصلت معي في مدينة لندن فقد حدد لي طبيب هناك موعداً معيناً في اليوم التالي، فحضرت متأخراً قرابة الخمس دقائق فزعل علي وقال تعال غداً في الساعة المعينة. ومن حرصي الشديد متعباً جئت اليه قبل الموعد بعشر دقائق وكان متفرغاً فطلب مني الانتظار حتى حلول الموعد رغم محاولتي معه في إجراء الكشف الطبي ومساعدتي ولكن دون جدوي. ثم قال لي أنتم مسلمون فكيف لا تهتمون بالموعد ولا تحافظون عليه؟. سؤال أحرجني ولم أجد له جواباً. هذا الكلام ليس بجديد على أطباء لندن فهو منذ عشرين عاماً. أما الآن فيمكن أنهم تأثروا بالكثير من خلف الموعد وما الى ذلك وأصبحت عندهم من المرونة ما يخالف المعنى. تحياتي.