اكتمل والحمد لله إعداد الدورة البرامجية الخاصة برمضان لكافة قنوات الإذاعة السعودية، ويبدو أن حالة من الإحباط أصابت الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة بعد اطلاعه على تلك الدورات البرامجية ، فعبَّر عن شعوره ذاك بطريقة حديثة حيث نشر على صدر صفحته في الفيس بوك نقده بطريقة إياك أعني يا جارة مغلفة برأي وأسئلة موجهة للجميع وليس للجارة. كتب الوكيل: (التحدي الكبير الذي يواجه الإذاعة والتلفزيون عند التخطيط للدورة البرامجية هو البحث عن فكرة جديدة .. يبدو أن الأفكار الجديدة أصبحت شحيحة جدا! هل انتهى زمن الإبداع؟ وعلينا أن نكرر أفكارنا بقوالب جديدة ؟ هل ولَّى زمن المبدعين ؟.. التقنية فرشت لنا الطريق لكن أفكارنا البرامجية تسير ببطء.) وشاركت كغيري كأحد متصفحي الفيس بوك والفاعلين فيه بقدر ما أجيد من استخدام للتقنية برأي قلت فيه: (لا شك أن التقنية أسرع بكثير من أفكارنا البرامجية ، ورغم اتفاقي معك أستاذ إبراهيم إلا أنني المح شبابا قادرين على مجاراة التقنية فقط هم بحاجة إلى جهاز تدريبي يؤهلهم لأبجديات الإنتاج البرامجي من حيث عناصر البرنامج ومكوناته وتسلسل العرض أو إيصال الفكرة). هنا في هذه المقالة المساحة أكبر والمجال أوسع لأضيف ما يشبه التشخيص لحالة قلة الأفكار البرامجية، ويظل هذا التشخيص رأيا شخصيا قابلا للمناقشة أو النقد بل والرفض ، فخبراء الإعلام في العالم الغربي يصفون الإعلام بأنه نقل الواقع ، وفي عالمنا الثالث كله دون استثناء نفهم الإعلام بأنه تقديم النموذج الإيجابي لكل أنماط الحياة كما ينبغي وليس كواقع ، وهنا حدثت هوة كبيرة بين ما تعلمنا ونشاهد ونسمع ونقرأ وهو السبب في انحسار الأفكار البرامجية بل وانعدام كتابة وأساليب وطرق عرض أو تقديم الأفكار. إن عملنا لسنوات طويلة في الإذاعة والتلفزيون أتاح لنا إنتاج العديد من الأفكار البرامجية وبصور متعددة، لذلك نصف أفكار الشباب أنها ليست جديدة فنتجاوزها متناسين أن الفكرة التي قدمها لنا الشاب قدمناها قبل ثلاثين عاما أي أن هذا الشاب ومن هم في سنه لم يكونوا بعد قد ولدوا فالفكرة بالنسبة لهم جديدة ولم تخطر بعد على بال أحد. أحمد الشقيري الشاب هو أيضا في خواطره قدَّم النموذج الإيجابي ولكن من اليابان رابطا بينه وبين الأصل في ديننا.. كم كان ذلك مؤثرا في شبابنا وشاباتنا، ولذلك قلت في مشاركتي على صفحة الفيس: (هم بحاجة أي الشباب إلى جهاز تدريبي يؤهلهم لأبجديات الإنتاج البرامجي من حيث عناصر البرنامج ومكوناته وتسلسل العرض أو إيصال الفكرة)، وأزيد هنا وبحاجة إلى نفس ميزات الإنتاج الخاص الذي قدمه أحمد الشقيري.