العمل مع المجتمعات المحلية لنشر الوعي بثقافة السياحة لتعزيز آثارها الإيجابية من خلال برنامج توعوي يعمل على تمكين المجتمعات المحلية من استثمار المقومات السياحة المتاحة بالإضافة إلى توجيه قدرات الأفراد والجماعات للاستفادة القصوى من الفرص الواعدة التي يوفرها قطاع السياحة سواء للجيل الحالي أو للأجيال القادمة هي الفكرة الرئيسية لبرنامج ( السياحة تثري ) التي تنفذه حالياً الهيئة العامة للسياحة والاثار و ذلك من خلال تنظيم ورش عمل لقادة المجتمعات المحلية من أجل تمكين تلك المجتمعات من المشاركة بفاعلية في صناعة السياحة بالإضافة إلى التوعية بأهمية المحافظة على الآثار ونشر هذه الثقافة . من خلال ورشة العمل التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بفرع الهيئة بمنطقة تبوك وبالتعاون مع لجنة التنمية السياحية بمحافظة أملج والتي كان لي شرف حضورها كانت فرصة كبيرة لي لأطلع من خلالها على الجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة من أجل القضاء على المفهوم السلبي المرتبط بمفهوم السياحة لدى المجتمع وإحلال مفاهيم إيجابية بدلاً منها لتساهم في تمكين المجتمعات المحلية من التعاطي مع مفهوم السياحة بشكل إيجابي يعود بالنفع والفائدة على الجميع. ويهدف البرنامج إلى تمكين المجتمعات المحلية من استثمار مقوماتها السياحية المتاحة وتوعيتها بالآثار الإيجابية لصناعة السياحة, وترغيب هذه المجتمعات المحلية بالعمل في قطاع السياحة و المساهمة في توفير فرص العمل وتحسين مستوى الدخل و المساهمة في المحافظة على الآثار , ويستهدف البرنامج قيادات المجتمع المحلي , أفراد من المجتمع المحلي مثل الحرفيون والمهتمون بالآثار السياحية , مدراء الأجهزة الحكومية , الجمعيات الخيرية النسائية خاصة الحرفيات وبرامج الأسر المنتجة و ممثلو المجالس البلدية . وقد أكدت إحصائية نشرتها الهيئة العامة للسياحة والاثار عن هذا البرنامج (السياحة تثري ) بأن أكثر من ثلثي المشاركين في هذا البرنامج (66.8%) يرون أن السياحة تؤثر تأثيراً إيجابياً مباشراً في المجتمعات المحلية، وأن (29.9%) يرون أن للسياحة تأثيرا إيجابياً غير مباشر. في حين أفاد ما نسبته (1.9%) من المشاركين بأنه لا يوجد تأثير يذكر للسياحة في المجتمع, وأن (1.4%) يرون أن النشاط السياحي في مناطقهم له تأثير سلبي في المجتمعات المحلية كما اتضح بأن معظم المشاركين (96.5%) في ورش العمل سيقبلون وأفراد أسرهم العمل في مجال السياحة في حال توفر فرص العمل، في حين أفاد ما نسبته (3.5%) أن العمل في القطاع السياحي غير جاذب لهم أو لأحد أفراد أسرهم، وبالتالي ليس لديهم الرغبة في الالتحاق بعمل في هذا القطاع.واظهرت الإحصائية أن هناك شبه إجماع حول حاجة المجتمعات المحلية إلى توعية إضافية عن السياحة، حيث يرى ما نسبته (98.4%) من المشاركين ضرورة رفع الوعي السياحي لدى المجتمعات، وأن (0.5%) من المشاركين يرون أنه توجد حاجة إلى حد ما لزيادة التوعية السياحية. في حين أفاد نحو (1%) من المشاركين بأنه لا توجد حاجة إلى توعية إضافية للمجتمعات المحلية عن السياحة. ويتبين من هذه النتائج ضرورة تكثيف التوعية السياحية بجميع مناطق المملكة وهذا ما جعل الهيئة العامة للسياحة والاثار تكثف من برامجها والتي كان أحدها "السياحة تثري" لذلك لا بد لنا أن ننمي هذه الثقافة لأن المجتمعات المحلية تتأثر بالسياحة وتؤثر فيها ومتى ما أدرك أفراد المجتمع مفهوم السياحة كصناعة فإن ذلك سوف يساعد في تعزيز الأثر الايجابي للسياحة على الفرد والجماعة وبالتالي على المجتمع ككل لذلك تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على توعية المجتمعات المحلية بالآثار الإيجابية للسياحة بالإضافة إلى إبراز المنافع التي يمكن أن تتحقق من هذا القطاع الواعد كتحسين مستوى الدخل وتوفير فرص العمل وتطوير للبنى التحتية وتحسين لمستوى الخدمات وكلنا في خدمة الوطن . [email protected]