مما قرأناه في كتب التراث العربي عن السلف الصالح قصة ذلك الفارس الشهم الملثم الذي يمتطي صهوة جواده ويطرق الأبواب في ظلمات الليل ويلقي بكيس من الدراهم بداخل الدار ثم يأخذ طريقه إلى دار آخر و هكذا فيما تلاحقه دعوات صالحات من ذوي الحاجات والمعوزين إنه جابر عثرات الكرام الذي يقيل العثرات وهكذا اقتفى خادم الحرمين الشريفين خطى ذلك النهج بما أفاء الله على بلاده الطاهرة المقدسة من خير وفير فلا تعلم شماله ماأنفقت يمينه و يحتسب ما يقدمه عند من لا يضيع أجر من أحسن عملا سبحانه وتعالى . وهذا هو ما يفعله خادم الحرمين الشريفين جابر عثرات القرن الحادي والعشرين استقاءً من سلفنا الصالح . واليوم ونحن نحتفل بالذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين المباركة فلابد أن نقف مبهورين أمام حنكته السياسية وقيادته الرشيدة لهذا البلد كربان ماهر في بحر متلاطم الأمواج هنا وهناك من هذا العالم الفسيح ووسط أوضاع سياسية بالغة التعقيد في دول مجاورة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وفي ظل أزمات اقتصادية عالمية خانقة استطاع خادم الحرمين الشريفين أن يبحر بسفينة بلادنا إلى بر الأمان واستطاع أن يحميها ويقيها من شرور اطماع الطامعين وحقد الحاقدين من القوى الاقليمية الخارجية التي لا تريد بنا وببلادنا خيرا حسداً من عند أنفسهم (بسم الله مجريها ومرساها) . وكانت قراراته الأخيرة وما لحقها و ما سيليها إن شاء الله في تحسين أوضاع المواطنين وتسيير عجلة النماء والتطوير في بلادنا قرارات تسترعي الانتباه قد أثارت دهشة العالم الذي وقف أمامها طويلا بالتحليل والتنظير وخلصوا إلى أمر أن هذه القرارت لا تصدر إلا من رؤى قيادية تستبق الزمن والأحداث فأشبعها المحللون الاقتصاديون تنظيراً و تحليلاً في حين أن الكثير من دول العالم تعاني من هزات اقتصادية مؤثرة فمئات الآلاف من الامريكين سلبت منهم منازلهم بسبب أزمة الرهن العقاري .في حين تقدم حكومتنا الرشيدة أدام الله عزها الاراضي مجاناً للمواطنين وتقدم قروض الاسكان الميسرة طويلة الأجل بلا فوائد ربوية وتحفزهم عند السداد في الموعد المحدد بخصومات مغرية تصل إلى 25 % من قيمة القرض وفي حين يفقد الملايين حول العالم وظائفهم بسبب الأوضاع الاقتصادية تقوم بلادنا بتوظيف عشرات الألاف كما تقوم بتحسين أوضاع الموظفين المعيشية لتخفيف أعباء غلاء المعيشة وتقدم لهم المكافآت المجزية ومكافأة الراتبين التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ليست بغائبة عن الأذهان . وفي حين تقفل آلاف المصانع والمعامل والمطاعم وتشهر عشرات البنوك افلاسها في كثير من دول العالم تقوم في بلادنا حركة دائبة من التعمير والتشييد والتطوير العمراني التي يقص خادم الحرمين الشريفين شريطها بيديه الكريمتين . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل امتدت يد العطاء والخير في عهده الزاهر إلى الأشقاء في العالمين العربي والاسلامي إيماناً بما تفرضه الأخوة العربية والاسلامية لهؤلاء الأشقاء . وهذا يؤكد سلامة النهج الذي تسير عليه بلادنا وفق تعاليم شريعتنا السمحاء في عهده الزاهر وهكذا يقدم خادم الحرمين الشريفين دروساً مجانية في فن القيادة والحنكة السياسة والفروسية العربية لكل باحث عن معنى القيادة والرجولة والشهامة . ونحن اذ نبايعك يا خادم الحرمين الشريفين فإن قلوبنا تبايعك قبل أيدينا لأنك احببت وطنك المقدس و شعبك الأبي فبادلك الشعب حباً بحب ووفاءً بوفاء حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأدام على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء وكفاها شرور أعدائها إنه سميع مجيب . وقفة من كلمات للشاعر فيصل آل شعلان ياملكنا ياعسانا فدوة لك تدعي الأطفال لك قبل الشِباب أتعبت ظهرك يا أبومتعب ورجلك لين شعبك اعتلى متن السحاب من هو مثلك ياملكنا ومثل فعلك الأمم صارت لنا تحسب حساب الحمل لو هو جبل ماشال حملك سيرتك في طاعة الله والكتاب عم خيرك في بلدنا وساد عدلك وشعبك الواعي مطوّع للصعاب اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان كل عام وأنتم بخير أحبائي بجريدة البلاد [email protected]