سلطان بن سلمان رجل من طراز نادر.. كما أنه أحد القلائل في هذا العالم ممن لهم خبرات متعددة وظفها لخدمة المجتمع والإنسانية جمعاء.. له تجربة إنسانية طويلة في مجالات عديدة من الفضاء والعسكرية والطيران مرورا بالسياحة والآثار وإنهاء بالاهتمام بالمعاقين، وفي إيضاحه لسر انخراطه وارتباطه القوي بجمعيات المعوقين، ذكر الأمير سلطان بن سلمان قصته التي أفصح عنها للمرة الأولى على الملأ على حد قوله، قائلا: عندما كنت في الثانية عشرة من عمري تعرضت لمرض الروماتيزم وهو مرض خطير، خصوصا في فترة النمو، فتوقفت عن الدراسة لمدة سنة وأنا في الصف الثاني متوسط، وبقيت في السرير سنة كاملة تحت الإشراف الطبي وتناول الأدوية المعالجة مع وجود احتمالية حدوث حالة شلل كامل أو وفاة. واستطرد قائلا في إحدى المناسبات «تلك الفترة كانت حرجة بالنسبة لي لأنني في ذلك الوقت كنت أطمح بدخول مجال الطيران ولكنه لم يتحقق بسبب المرض، حتى أصبح موضوع الطيران من المستحيلات بالنسبة لي، حتى توقفت عن الأدوية وشفيت تماماً من المرض». ويتابع «وفي هذا الوقت بادرت وقررت أن أتعلم الطيران وأذهب إلى الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الطيران في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حتى أصبحت مدرب طيارين، كانت هذه المبادرة الأولى وقد أصررت عليها وهي تعتبر من أحد أهم أجزاء حياتي، وقصدي هنا أن المبادرة التي يمكن أن نغفل عنها مع أهميتها مهما كانت صغيرة، قد تكون أحد المسارات المكونة لك ولمستقبلك». وعاد للوراء ليذكر رحلته التاريخية إلى الفضاء وهذه لها قصة مختلفة تماماً ولم تكن مبادرة شخصية بل إنها كانت فرصة وصلت إلى أمنية أتت بنفسها، وسيصدر لها إصدارات جديدة عن «رحلتي في الفضاء» بهدف إعطاء البعد الغائب عنا دائما وهو مبادرة السعودية للمساهمة في رحلة الفضاء، لأن السعودية هي المؤسس للمنظمة العربية للاتصالات الفضائية وأنها لم تشتر هذه الرحلة بل كانت هي المؤسس، وكانت هي أهم دولة في قطاع الاتصالات في العالم العربي، وفي ذلك الوقت كان لدينا في جامعاتنا السعودية خبراء وعلماء شاركوا في هذه التجارب العلمية، ولم نكن نائمين في ذلك الوقت قبل 25 سنة، بل كنا نضع أسساً صحيحة لهذه المبادرة. وقال: وقتها كان هناك اتصال هاتفي وهو سر أبوح به الآن، أن الملك فهد رحمه الله طلب مني في ذلك الاتصال أن أنزل من الطائرة ببدلة الفضاء فتم ذلك، وقتها كان الاستقبال حافلا، وعندها جاءني رئيسي بالعمل وقتها كان وزير الإعلام الأستاذ علي الشاعر وهمس بأذني وقال لي، إن الملك أمر بإلحاقك بالقوات الجوية السعودية وترقيتك إلى رتبة رائد، فبقيت لحظتها أسترجع التاريخ إلى الوراء وأقول: كنت أتمنى العسكرية خصوصاً في مجال الطيران العسكري وأنها غابت عن ذهني بالكامل لأنني توجهت توجهات أخرى. وأضاف: صدر قرار بإلحاقي بالعسكرية بكلية الملك فيصل الجوية واتخذت مسار الطيران العسكري وانتهيت بحرب الخليج، حيث أديت واجبي كطيار عسكري، عندها طلبت من سيدي سلطان بن عبد العزيز أن يعفيني عن القوات الجوية لكي أركز على الأعمال الخيرية وأعمالي المتراكمة، وبعد جهد جهيد تمت الموافقة، وهذه تعتبر من النقلات في حياتي لأنها لم تأت إلا بمبادرة بالأساس. وعاد الأمير سلطان إلى قضيته الأساسية وهي قضية المعوقين، ويؤكد أن ما حصل له من مرض في سن مبكر يعتبره إكراماً من المولى عز وجل وعليه أن يرد الجميل. هذا هو الامير الانسان الذي انطلق إلى آفاق رحبة إلى السياحة والاثار فأصبح حامياً للتراث السعودي، وهاهو ينطلق إلى العالمية بالمعارض السعودية التي تعرض آثار المملكة وحضارتها أمام العالم كله، قبل قليل كان في فرنسا، ثم أسبانيا، واليوم في روسيا إنه رجل نادر حمل على عاتقه تجارب إنسانية خلاقة، وفي قلبه حب الوطن،إنه جامعة في رجل، لم لا وهو ابن حكيم العصر سلمان بن عبد العزيز. - كاتب وصحفي