يعاني الطفل السعودي من مشكلة الثقافة الموجهة من كتب وأدب وسمعيات وبصريات خاصة أن هذه المشكلة رغم أهميتها لا يتم الحديث عنها من قبل المسئولين والمثقفين والأدباء بصفة خاصة الذين لهم دورهم الهام في تشكيل الوعي الثقافي لدى الأطفال عن طريق الاهتمام بأدب الطفل حيث إن الأديب السعودي لديه القدرة على الكتابة للطفل بوصفه حالة إنسانية خاصة، انطلاقا من خبرة حياتية صرفة، قادرا على تدوين الكثير من القصص والحكايات والمعارف، فلا بد من غرس مفاهيم حضارية جديدة ومتطورة من خلال المادة الأدبية والإسهام قدر المستطاع في تحرير خطاب إنساني مفعم بالوعي، لا بصيغ التلقين والتخويف، إضافة إلى ضرورة قيام مشروع وطني متكامل ترعاه جهات مستقلة عن خطط ومشاريع التربية والتعليم. العزوف عن القراءة كما ظهرت مشكلة كبيرة وهي عزوف الطفل السعودي عن القراءة، والسبب هو تراجع وعي المجتمع والمؤسسات التعليمية والثقافية بتربية الطفل ثقافيا، وعدم إدراك المسؤولين بحجم المشكلة. وانصراف الطفل عن عالم القراءة، يعود في المقام الأول لانصراف الأدباء السعوديين عن الكتابة للطفل. وللتخلص من هذه المشكلة يجب وضع استراتيجية تدرس هذه الظاهرة، وتعد البحوث والدراسات الكفيلة بإيجاد حلول من أجل جذب الطفل للقراءة وتعويده عليها، وجعلها جزءا من حياته، ويجب أن تشمل الاستراتيجية المعدة لثقافة الطفل كل فئات ومؤسسات المجتمع، بدءا من الأسرة، وصولا للمدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية، وأن يتم تقويم هذه الاستراتيجية مرحليا لتعزيز نقاط التميز ومعالجة الضعف. حافز وبالنظر لواقع الثقافة الموجهة للأطفال في المملكة، فهو ما زال ضعيفا، وليس لضعف في الأدباء والكتاب الذين يهتمون بالكتابة للأطفال، ولكن لقلة عددهم بسبب ضعف الحافز من قِبل المؤسسات الثقافية، وهناك سبب آخر للفجوة بين الأدباء وعالم الطفل، هذه الفجوة تتمثل في عدم الاهتمام بالعنصر التقني الحديث الذي يستهوي الكثير من الأطفال نظرا لاستطاعة الطفل تثقيف نفسه بطرق التقنية الحديثة، التي يمكنها أن توفر لهم وجبات ثقافية ومعرفية من خلال الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، بالإضافة لوسائل الترفيه المختلفة، لذا فمن المناسب العمل على تسويق منتجات ثقافية عبر هذه الوسائل التي ينجذب إليها الطفل. ارتقاء وأخيرا يجب إدراك أن أدب الطفل ليس نوعا من الترف الثقافي أو الحضاري، بل هو جزء مهم في بناء شخصية الأطفال باعتبارهم عماد المستقبل، وهذا الأدب هو ما يرتقي بسلوك الطفل إذا كان مضمونه متفقا مع القيم الاجتماعية الصحيحة؛ فالحضارات تقوم على مثل هذه القيم. والاهتمام بأدب الطفل سيرتقي، عندما يتم إقناع الطفل بأهمية القراءة وماذا يجب أن يقدم للطفل وبعناية، وماذا يحتاج هو وبأي أسلوب مثير لاهتمامه ومحفز لقدراته. خاصة وأن هناك بشكل عام حراكا ثقافيا موجها للطفل من حيث الأنشطة التي تقام، وتخصص فعاليات موجهة للطفل بشكل مناسب، خاصة دور المكتبات مثل مكتبة الطفل بمكتبة الملك عبد العزيز (الرياض) وأنشطتها، حيث تحاول معالجة القصور في القراءة من حيث تعزيز ثقافة القراءة ومفهومها وانعكاساتها الإيجابية على المجتمع.