شعرت بفرحتين حينما نقلت إلى اسماعي عبر الهاتف يوم الاحد: 22 ربيع الثاني 1432ه السيدة الفاضلة حرم الراحل الاديب عمي احمد عبدالغفور عطار -طيب الله ثراه- ام همام مزين خالد حقي. - الفرحة الاولى: احتفال نادي جدة الادبي الثقافي باللغة والانسان، وبعبارة اخرى علاقة الانسان باللغة او اللغة والانسان في ملتقى قراءة النص الحادي عشر. واللغة شؤونها وشجونها، وعلى وجه الخصوص، اللغة الفصحى، لغة العرب الاصيلة، لغة القرآن كانت الشغل الشاغل طوال حياته، فقد حقق كتاب "الصحاح" للجوهري (7 اجزاء)، وكتاب "تهذيب الصحاح" للزنجاني (3 اجزاء) بالاشتراك مع عبدالسلام هارون، وكتاب "ليس في كلام العرب" لابن خالويه. ومن مؤلفاته اللغوية، كتاب: "الفصحى والعامية"، وكتاب: "الزحف على لغة القرآن"، وكتاب ثالث: "آراء في اللغة" الذي يعد مرجعا معجمياً في موضوعه للكلمات الشائعة في الحجاز التي تعرف بالمنطقة الغربية، وقد فاتحته في احدى المناسبات ان يتم اخراج هذا الكتاب على شكل (معجم) قاموس هجائي حتى يسهل للقارئ أو الباحث او طلاب الجامعات أو الدراسات العليا الرجوع الى مبتغاهم بيسر، فوافقني -رحمه الله- على الرأي، وتمنيت ان اطلعه على "نموذج" دونته بعد قراءتي الكتاب، ولكن بالنظر لمشاغلي بالعمل والحياة حالت دون اطلاعه عليه. وما يحضرني الآن ايضا في اهتمامه باللغة العربية ارتياحه لكل من يهتم بهذه اللغة، فقد لاحظت ارتياحه العميق اثناء زيارته لسكني في مدينة الرياض ابان حفل تسلمه لجائزة الأدب عام 1401ه اصداره تفقد مكتبتي المتواضعة بالدور العلوي في السكن قبل ان يتناول المرطبات اذ طلب فور دخوله السكن ان آخذه الى مكتبتي في السكن، ونزولا لرغبته تركت (صهره) شقيق حرمه (ابو فواز) في المجلس، وصعدنا معا يتقدمنا ابني (اياد) طالباً منه التوجه الى مكتبتي، لم يمهلني -يرحمه الله- بالدخول، وانما اتجه الى الكرسي الدوار، فجلس، ورأى منضدة على يسار الكرسي عليه كتاب "اللغة ومعاجمها" و"المصباح المنير"، ومختار الصحاح"، و"المنجد" وقاموس المورد ومجلدين من لسان العرب، الطبعة المصرية، بادرني -يرحمه الله- بارتياح تام انت فهمت مستلزمات الكاتب، ومقالاتك المنشورة تدل على سعة في الاطلاع في اللغة، واضاف: انا قرأت لسان العرب مرتين في حياتي ثم نهض، متجها الى دولاب الكتب يتفقد الارفف الخمسة رفا رفاً قائلا: احسنت في اختياراتك لمجموعة الكتب التي تهمك، وما سرني احتواؤه على كتب في الادب واللغة والتاريخ والسياسة. - والفرحة الثانية: تكريم احد رواد اللغة والادب في هذا الوطن الذي دافع دفاعاً مستميتاً عن لغة القرآن (اللغة الفصحى) من قبل نادٍ عريق -اكرر- من قبل نادٍ عريق له شهرة واسعة في الاوساط الثقافية والادبية فاقت شهرة الاندية الاخرى، وتعد اصداراته الفريدة التي لم يسبقه ناد آخر في هذا الوطن خير شاهد على وعي العاملين فيه، واشد على ايديهم واطالب ان يستمروا في تكريم الكتاب والادباء والباحثين. ألم يحن الوقت لانشاء مركز ثقافي يحمل اسمه تخليدياً لما قدمه من مؤلفات في اللغة والأدب والتاريخ، ويكفيه فخراً بأنه أول مؤلف سعودي اخرج كتاباً عن مؤسس هذه البلاد بعنوان: "صقر الجزيرة" الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تجاوزت عدد اجزائه اكثر من عشرة اجزاء في آخر طبعة فريدة ومنقحة بالاضافة الى تحقيقه لاكثر من ثلاثة مصنفات في اللغة العربية، لغة القرآن الكريم. المراسلات: ص.ب: 45032 جدة: 21512 ناسوخ: 6780952 (02)