oo مصر.. التاريخ الذي يقف شاهداً على حضارة سبعة آلاف عام.. عاصرت خلالها الكثير من الأحداث التي غيرت مجرى التاريخ ابتداء من الفراعنة وتشريعاتهم وهندستهم وما يُحّدث به التاريخ من استبداد وعبقريات.. وكفر وإيمان، وأحداث دينية تحدث بها القرآن الكريم عن الأنبياء يوسف وموسى وهارون، والأماكن المذكورة في القرآن.. الطور وسيناء والوادي المقدس طوى.. في مصر أينما تذهب تجد أمامك التاريخ ينبئك عن حدث كان هنا في زمن ما.. مصر هبة النيل الذي ألهم الكثير من الشعراء وتغنوا بجماله وسحره.. مصر التي أنجبت في العصر الحديث الكثير من عباقرة العلم والدين والأدب والسياسة والاقتصاد.. أنجبت طه حسين والعقاد وشوقي وحافظ ونجيب واحسان في الأدب، والشعراوي والغزالي والطنطاوي في الدين، والنحاس وحرب وزغلول في الاقتصاد والسياسة، وأحمد زويل كان آخر هؤلاء العباقرة في العلوم.. ولن تتوقف العبقرية عند هؤلاء لأن مصر ولادة بالعباقرة في كافة الأزمنة. oo مصر هذه التي أحبها الغريب كما أحبها القريب.. أحبها الأعجمي كما أحبها العربي.. مصر التي أحبها العالم.. كانت مصر ذات النسيج الواحد.. الأرض التي عاشت على ترابها كافة الديانات والأعراق.. وعاشوا جميعاً لا أحد يستطيع التفريق بين أحد منهم.. لا أحد يستطيع أن يفرق بين المسلم والقبطي أو اليهودي.. كانوا جميعاً يشكلون نسيجاً في غاية التجانس والحب والتعاون.. متفقون جميعاً على حب مصر.. مصر الوطن الخط الأحمر عند كل مصري والذي لا يمكن تجاوزه. oo مصر التي اخترعت الثوراة العربية.. مصر التي أثبت أبناؤها قدرتهم على التغيير متى ما أرادوا.. يحدث الآن فيها فتنة كبرى بين الأقباط وإخوانهم المسلمين! هذه الفتنة دون أدنى شك يحركها من له مصلحة في عدم الاستقرار في مصر، ومن له أيضاً تصفية حسابات مع آخرين.. ودعونا نسمي الأمور بأسمائها الحقيقية.. أو كما يقولون الثورة المضادة للثورة الشبابية التي أطاحت بالنظام السابق وما تلى ذلك من فضائح تنثرها الأخبار القادمة من التحقيقات والأحكام التي صدرت، هؤلاء الذين يقبعون خلف القضبان، لا شك أن لهم امتدادات خارج القضبان، تحركهم الأموال المكدسة لدى هؤلاء، مستغلين في ذلك بعض ضعاف النفوس لزعزعة الاستقرار والأمن في هذا البلد الذي كنا ندخله آمنين ونمتلك فيه بيوتاً لنقضي فيها راحتنا ونقاهتنا من عناء الكد.. ففي مصر ينسى المتعب تعبه بمجرد أن تطأ أقدامه أرض مطارها الدولي.. ما يحدث الآن لا يحدث في مصر التي اعرفها والتي يردد القبطي الأذان مع المسلم وقد سمعت ذلك بنفسي من جار لي كان مسيحياً ولم أكن أعرف ذلك إلا حين عرفت اسم ابنه صدفة.. فعودي يا مصر إلى مصر ؟!