يرتبط الناس بذكريات جميلة قديمة تعود لحوالي نصف قرن مع بداية طريق مكة الهدا عبر مايسمى «الكر» وبعد أكثر من أربعة عقود خضع الطريق قبل سنوات قريبة للصيانة وعمل «ازدواج» ليكون أكثر سلامة كما تأجل افتتاحه لحوالي عام آخر لأسباب عمل شركة متخصصة «لتثبيت الصخور» لسلامة الناس لكن الواقع يتحدث بغير ذلك. السيل والكر للوصول للمصيف الأول كان الناس يسلكون طريق مكة - السيل .. والذي عرف بالطريق القديم ولازال يعمل منذ عشرات السنوات إلا أن تنفيذ طريق «الكر» على يد المعلم محمد بن لادن يرحمه الله والذي افتتحه الملك فيصل يرحمه الله في 1384ه.. جعل الناس يسلكون هذا الطريق للعديد من الاسباب ومنها اختصار المسافة ومرور الطريق على «الهدا» التي تعد من مناطق الاصطياف ثم هو الطريق الأكثر استعمالا على مدار الساعة من مكة الى الطائف، وقد ارتبط الطريق بالعديد من الذكريات لدى أهالي مكةالمكرمةوالطائف عند بدايته وتميزه بالاستراحات ومنها «المعسل» و»دكة الحلواني» التي تقع في مكان محطة « التلفريك اليوم» ونال الهدا مكانته في فترة التسيعنات الهجرية عندما تحول إلى مصيف مجهز للأهالي للسكن الدائم في منازل مؤقتة أو دائمة أو عبر « الخيام» لقضاء إجازة نهاية الاسبوع مما جعل أهالي الهدا يتحولون من مزارعين تنتج أراضيهم الفواكه والخضار الى مساكن ووحدات للايجار طوال العام وفي ذلك العائد الأكبر .. خاصة مع ارتفاع الهدا 1500 متر عن سطح البحر. 14 حادثة المؤلم أن صحيفة الحياة اشارت في عددها الصادر 23-4-1432ه إلى أن 14حادثة و13إغلاقاً في طريق جبل الهدا لإسباب انهيار الصخور نجمت عن هذه الحوادث وفيات وإصابات. تحذيرات كما أن مدير الدفاع المدني في الطائف حذر من تأكل الصخور من عوامل التعرية مما أدى لتحركها وحدوث الانهيارات وطالب بإيجاد حلول سريعة وعاجلة حماية للناس قبل وقوع كارثة كبيرة واصفاً أن الحال « لا يحتمل التأخير» لأن الصخور دون مقدمات سواء بفعل «الرياح» أو هطول الأمطار تدحرج الصخور ومن أجل ذلك يتحدث مدير الدفاع المدني عن وجود فرق انقاذ على مدار الساعة في المكان .. الذي أغلق 13 مرة في العامين الآخرين. واقع العمل والسؤال الأن الأكثر أهمية والذي ينتظر إجابة «وزارة النقل» أو الجهة صاحبة العلاقة «ماذا فعلت الشركة التي كما قيل ثم الاستعانة بها من الخارج لعمل تثبيت للصخور عن طريق العديد من الأعمال العلمية؟ ثم أين الصيانة التي تتحملها هذه الشركة أو الشركات والتي تشرف عليها وزارة النقل إذا كان الطريق لم يبدأ في العمل الآن 3 سنوات وبدأ تساقط الصخور معرضة أرواح الناس للخطر خاصة في فترة نزول الأمطار أو الرياح ؟ مفاجأة خطرة كما أن سقوط الصخور ليس له مقدمات بمعنى أن الطريق يظل على مدار الساعة يشكل خطورة على مرتاديه حتى في غير أيام الأمطار لأسباب الرياح المستمرة. الأمر الذي لم نجد معه ترك من أي جهة صاحبة علاقة وإصدار بيان لأسباب عدم نجاح الشركات التي اشرفت على تثبيت الصخور .. إلا من جهود جهاز الدفاع المدني الذي لا يمكن أن يعمل على ايقاف تحرك الصخور. ملايين أن العمل في الطريق وصيانته ومشروع تثبيت الصخور كلف الدولة عشرات الملايين أن لم تكن مئات صرفت للشركة التي قيل إنها متخصصة وفرح الناس بذلك إلا أن الواقع يتحدث بغير ذلك. أرواح الناس واليوم من يتحمل توفير السلامة للناس ونحن نقترب من أشهر الصيف واستعمال الطريق بشكل كبير على مدار الساعة؟ وكيف يصل الناس لدرجة «الاطمئنان» من مفاجآت الطريق وضمان سلامته بإرادة الله. الأثر النفسي ان استمرار هذه المشكلة الى جانب مانشرته وسائل الاعلام عن حوادث الطريق وخشية الناس استعمال الطريق ربما يعيد الناس لاستعمال الطريق «القديم» الذي لا يقل خطورة بوصفه الحالي عن طريق الهدا الكُر لضيق المسارات واستعماله من السيارات الكبيرة « الشواحن» ونكون بذلك قد «اجبرنا» الناس على «هجر» الطريق. مصالح عامة كما ان استمرار الوضع دون تدخل جذري سريع يساهم في إلحاق الضرر بالناس سواء المستثمرين في الهدى أو الطائف وهو ما حصل أثناء العمل في الطريق وذلك لأن طريق «الجبل» اقرب وافضل من خط « السيل القديم» وفي ذلك ضياع لمصالح عامة للمواطن وقضاء على تنمية اعتمدت على الطريق في الهدا والطائف، الأمر الذي تتحمل تبعته أي جهة لها علاقة وفي مقدمتها الشركة التي قيل إنها عالمية ومتخصصة.. والناس في انتظار ما يصدر حول الطريق متمنين من الله السلامة للعابرين حتى نصل لحل نهائي وجذري يعيد الطريق دوره الهام.