أحوال هذه الأيام التي تجبر الشباب على مشاهدة الفضائيات أرادوا أو لم يردوا، فمظاهرات الشارع تسمى شبابية وتجعل المشاهدين شديدي التركيز على نحو غير صحي. كثير منهم وخاصة في المناطق التي لم تحسم أمرها حتى الآن، يعانون من تشتت للانتباه وعدم القدرة على القيام بأي عمل آخر على نحو صحيح. ربما يكون هذا مجال سعادة لأطباء النفس وأدعياء المعرفة الروحية والمشعوذين من أجل مساعدة الوالدين في حل مشكلة الشباب الذي لم يعد سلوكه طبيعا ولا قدرته على الأداء الدراسي أو المساعدة في أعمال المنزل دون حركات رعناء تؤدي الى كسر الأشياء أو قلبها أو وضعها في غير اماكنها أو النسيان المتكرر للأمور البسيطة وعدم الإصغاء الى ما يقال لهم وتنفيذ ما يطلب منهم بشكل مخالف عن غير عمد. تكرار هذه الحالات صار أمراً يحتم على علماء الاجتماع العرب وضعه في الحسبان في الدراسات الشاملة لشباب العالم العربي. فبعض هذه الحالات قد تؤدي الى الوقوع تحت نظام دوائي كيمائي لا تؤمن جوانب سلبية منه في التأثير المؤدي الى الإدمان أو إصابات جانبية غير محمودة. القصة كلها عبارة عن اكتمال الحلقة المفرغة من مآسي الشباب العرب ومعاناتهم منذ الطفولة وحتى الآن. لقد أدت أحوال الناس قبل الأحداث الجديدة الى حالات معروفة تملأ المصحات العقلية والنفسية وأحيانا أكثر السجون، والانضمام الى الحركات المتطرفة يمينا أو يسارا حتى وصلوا الى الانتحار ودمار ما حولهم والقوع ضحايا المخدرات بأشكالها ومخاطرها المعروفة. المشكلة أن الوالدين لا يملكان القدرة حاليا على منع الشباب من المشاهدة ومتابعة الأحداث فهذا حق طبيعي لكل من تجاوز سن الرشد منهم وصار مؤهلا لتحمل مسؤوليات كبرى في الحياة الخاصة والعامة. وهم في الغالب في الجامعات وحتى أن المحظوظين منهم قد صاروا يملأون مقاعد الوظيفة ويتحملون مسؤولية أسرة جديدة. الحل السحري: من يملك الوصفة السحرية للحلول ويستطيع توصيلها الى أذهان الشباب ووعيهم الكامن والظاهر؟ .هم وحدهم يملكون الحل السحري بأيديهم فالكف عن المشاهدة المفرطة علاج، والعودة الى حالات التركيز الطبيعية علاج، والاتجاه نحو الرياضة علاج، ومراجعة الذات في مسألة الشرود والنسيان وعدم الانتباه وفقدان القدرة على الملاحظة لما حولهم علاج. ولكن التشخيص للحالات لايكون واضحا والأشخاص لا ينتبهون من معاناة حقيقية لأنها في البداية والنهاية معاناة لمن يعايشونهم أو يحيطون بهم. التشخيص العلمي للحالات المشابهة في كل العالم تواجهه الأغلبية من الذكور لا الإناث. فهي قصة يتم تشخيصها في المدارس لكثير من الأطفال بحيث يصاب بها ما يقارب خمسة من كل مائة في الدول الغربية منهم، وتؤثر على تحصيلهم العلمي وعدم قدرتهم على التركيز أو الانتباه في الصفوف وهناك تضارب كبير بين العلماء المنتجين للأدوية و الرافضين لها. [email protected]