أدت جموع المصلين في أنحاء المملكة صلاة الجمعة واتجهت إلى منازلها وألسنتها تلهج بالدعاء بأن يديم الله على هذه الدولة نعمة الأمن والأمان، وتجلت أروع آيات الوفاء من شعب كريم لمليك كريم أحب شعبه فأحبوه وسكتت ألسن كانت طيلة الأيام الماضية تراهن على الفتنة وتؤجج نار التناحر وتبث الدسائس بإيعاز أعداء للعروبة والدين والشريعة السمحاء. أثبت الشعب السعودي بكافة أطيافه أنه المعدن الأصيل النقي الذي لا تؤثر فيه مخالب الثعالب وخفافيش الظلام والقابعين في جحور الضلال خارج الوطن، وسكتت أفواه نتنة كانت تتطاول على وطن ورموز وطن، وطن أظلهم تربوا على ثراه وشربوا من مائه ونهلوا من منابع العلم فيه وقدم لهم ما لم يحلم به مواطن في أمم أخرى، لكن شيمة الغدر ونقض العهد تأصلت في نفوسهم فاستسلموا لأعداء العقيدة وانقادوا لأوهام الحاقدين وظنوا أنهم بالغو أهدافهم وكانت المفاجأة التي ألجمت أفواههم وشلت بصائرهم شعب يحب وطنه ومليكه ومليك يحب وطنه وشعبه، شعب يملك روحاً لا تؤثر فيها أراجيف خونة ودسائس مختفي يبث سمومه من قناة هو مذيعها وجمهورها تمول من أعداء يعرفهم الصغير قبل الكبير في هذا الوطن الكبير. ستظل المملكة شامخة بعزها وبعزة أفراد هذا الشعب الوفي وبحكمة ولاة الأمور الذين لم يضنوا على هذا الوطن بحبهم وجهدهم والتفاني في بقاء هذه المملكة رمزاً للعروبة والإسلام. حكومة وشعب يحتضن ترابه أقدس الأماكن ليس غريباً عليه أن يكون لحمة واحدة وعلى الذيول التواري عن الأنظار والبقاء في الجحور حتى يأتي اليوم الذي تجد فيه ضآلة حجمها أمام المعدن الأصيل.