الوطن اولا واخيرا، حاضره ومستقبله، امنه واستقراره، رفعته وتميزه وانجازاته اهداف خالدة مستقرة في وجدان مواطنيه ومحبيه واهله، وسيبقى عزيزا ما استطعنا ان نكون اوفياء له، وما استطعنا ان نعتز بانفسنا وقدراتنا من خلاله .. على رغم كل ما تابعت وقرأت في اتجاه المضايقات المتعمدة زرت معرض الكتاب الدولي في الرياض وانتقيت ما استطعت من الكتب، والتقيت ثلة من المسئولين والكتاب ممن اعتز بهم وبإنتاجهم، وشاهدت وجودا كئيبا لأوصياء وحراس الفضيلة، وسمعت من بعضهم الكثير، ولكنني استمتعت بالحضور الكثيف والتجاوب الشعبي مع المعرفة، وبعض طروحاتها ولعل في مقدمها الكتاب، في انتظار السينما، الحضور دليل كاف على عدم الانصياع لنظريات الاقصاء، والاجمل ان تبقى الرياض ساحة الود والمعرفة والتسامح واللقاء. واخيرا اعترف مسئول في وزارة الصحة بصعوبة القضاء على حمى الضنك وبرر لذلك بشيء من المنطق، ولكن السؤال بعدما رصدت مبالغ خلف مبالغ اين ذهبت الاموال التي هدفت القضاء على مسببات الحمى؟ هل هو فساد اداري ام اخلاقي؟ ام ان بعضهم أمن العقوبة فظل يسيء للوطن؟ ** لماذا تخاف اسرائيل الديموقراطيات العربية " الناشئة "؟ ** لماذا يخاف القذافي على اسرائيل واوروبا من " فوضى القاعدة " والمهاجرين ؟ الاسئلة حائرة، وستظل، والمشهد التونسي ثم المصري ومن بعده ليبيا واليمن دون الحراك المنتج لاستقرار فاعل، الاول ربما باسباب بقايا المتآمرين على ارادة الشعب، وعدم القدرة على الاستجابة لمعطيات التغيير الحقيقية، ووقع المفاجأة، الثاني طابور المنتفعين يحاول تشويه صورة الوحدة الوطنية بالفتنة الطائفية، انتقاما من الثورة، ليلة دامية في ثلاثة مواقع مختلفة سقط فيها ضحايا من المسلمين والمسيحيين، وماتزال قدرة التغيير بين قناعات القائمين على الامور والمؤثرين فيها، الثالث لن ينتهي قبل ان يعيد التاريخ حجم الخسائر البشرية في مساعي الاستقلال الاول، فالنظام والعقيد وابناؤه وجهان لعملة واحدة " انا " التي ارهقت العالم العربي منذ حقبة الانقلابات وحتى الثورات الناشئة، ولن يمانع العقيد وزمرته في حرق الارض ومن عليها قبل ان يصلب قتيلا في ساحة الوطن الذي اراد ان يعيش كريما، اما تلويح العقيد بأمن اوروبا واسرائيل فتلك لم تكن مفاجأة بقدر ما كانت ورقة الاستجداء الاخيرة، الرابع سيكون موضوعه خارج نطاق السائد والاعتقاد، والعالم العربي يعيش الاحداث ويصنعها، وبعضهم يقتات منها، والمستقبل مايزال في حال تشكل، ودرس لمعطيات التغيير وادواته، والديموقراطيات العربية " الناشئة " حتما مصدر قلق واشكالية واقعية لاسرائيل الحاقدة على كل منتج عربي حتى وان كانت ثورة ناقصة، والايام ستكشف الكثير والكثير والله المستعان.