يا رفيقي في ملاعب الحارة وأزقتها. يا زميلي مُذ كراسي المدرسة. يا توأم روحي في شوارع الثقافة. يا شقيقي في دروب الحياة بحلوها ومرها. يا مّنْ حملت أمانة الكلمة الطيبة بكل قوة واقتدار. يا من طوَّعت الكلمة للتعبير عن حياة الفقراء والمحرومين. يا من ملأت أنهار الصحف بأفكارك التنويرية يا من وَثَّقَتَ تراث الحجاز وعبقريته في أعمالك الفكرية. يا من صَوَّرتَ الحياة الاجتماعية لمدينة جدة قديماً وحديثاً بكل صدق وأمانة. منذ أن غادرت أرض الوطن للعلاج لا أعرف معنى للحياة. ورغم ذلك فإنني إذا تناولت جريدة لتصفحها تناثرت صورك في صفحاتها. وإذا قرأت كتاباً ارتسمت صورتك الجميلة على صفحاته. واذا جلست في منزلي حضر خيالك معي يؤنس وحدتي واذا ألقيت نظرة على هاتفي الجوال أتصور أنك تناديني . تعال يا يعقوب نسمر الليلة في بيتي، فألبي دعوتك وأطير إليك لأنك الشخص الوحيد في هذه الدنيا الذي ما زالت علاقتنا ببعض متينة. منذ الطفولة زمن البراءة إلى هذا اليوم، لأنك الشخص الوحيد الذي أبثه أفراحي وأحزاني، لأنك الشخص الوحيد الذي لا فواصل بيني وبينه، لأنك الشخص الوحيد الذي أثق فيه ثقة كاملة وأقول له ما أشاء دون خوف. إذا أكلتُ وأنت بعيد عني توقفت اللقمة في حلقي. واذا شربتُ غُصِصْتُ بالماء لأنك لست معي. الحياة كلها ليس لها معنى من دونك. لذلك أرفع رأسي إلى السماء لمراقبة كل طائرة تمر بأجواء مدينة جدة لعلك تكون عائداً على متنها. عد يا أخي محمد صادق دياب لتطفئ أشواقي إليك.