العم خلف احمد عاشور آل سبيه صاحب الخلق الخلق الكريم والاريحية الكريمة اول تعرفي عليه كان في مدينة المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم قبل سنوات وكان يومها مشرفاً على مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الحرمين الشريفين وممثلاً لمجموعة ابن لادن القائمة بتنفيذ المشروع، ومسببات التعارف كان لاشرافي على ملحق اعلامي في عهد الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله امير المدينةالمنورة آنذاك عن المدينةالمنورة وتطويرها في مشاريعها التطويرية المختلفة وفي مقدمتها مشروع الحرمين الشريفين. وكنت كلما تسنح الفرصة التقي بالعم خلف وقد وجدت فيه مرجعية ثقافية اجتماعية عميقة خاصة في ما يتعلق بالمدينتين المقدستين ومسقط رأسه ينبع البحر، وكنت اتشرف بحضور مجلسه في المدينةالمنورة وتواصلت المعرفة الى يومنا هذا ومجلسه بجدة عامر بنخبة مميزة من الرجال الذين تأنس بمجالستهم وتستفيد من خبراتهم العلمية والعملية امثال الاستاذ حمد الشاوي والمهندس عبدالله رحيمي، والدكتور احمد عاشور وغيرهم كثيرون سعدت بمعرفتهم واحرص على حضور مجلسهم كلما تواجدت في جدة.. وقبل ايام تلقيت من العم الكريم اصدارات مؤلفاته الثلاثة: ايام وايام، ما لم تقله الايام، ما اسبقته الايام.. ولم اتمكن من الاطلاع الا على اصداره الاول "ايام وأيام". عشت مع هذا الاصدار البديع وهو يتحدث عن جبل رضوى الأشم. رضوى جهينة كان المؤلف يحكي صورة لواقع عاشه وحرص كل الحرص ان يخلد ذلك التاريخ الذي يعبق بالوفاء لهذا الوطن للاجيال القادمة ويقول في مقدمة كتابه أمد الله في حياته "ان ما ابثه هو نابع من القلب.. ليس فيه غلو أو قصور. أو غرض أو اهواء. حرصت كل الحرص على اثباته حتى لا تجور الايام فتمحي صوره وتتلاشي معالم ورسوم، ويستطرد كتبت بعضها في القرية بعيدا عن الديار والاحبة ولكنها كانت تطل بطورها على الوطن والاهل والأحبة.. يعرج ايضا على ربوع نجد.. البلد الذي عاش فيه فترة طويلة وانجب به اكثر اولاده وبالتحديد بين اسوار الرياض العتيقة.. انني عندما استطرد حديث العم العزيز اعيش مع ادب راق يذكرني برحلات معالي الاستاذ محمد عمر توفيق رحمه الله. يواصل العم خلف حديثه عن مظاهر العيد والصفا والنقا الذي غرس في نفوس الجميع الصغير يحترم الكبير والكبير يرحم الصغير مبادئ اسلامية عظيمة كان الحب والتقارب والتراحم سمة المجتمع. خاصة في شهر رمضان والاعياد يقول عن هذا الجانب فيقول ايام العيد ولياليه كما هي.. ولكن الطباع تغيرت والنفوس اودع الزمن بها الكثير مما هو غير معروف أو مألوف.. وباتت بعض الاسر في تفكك.. واصبح الاهل عن ذويهم في بعاد.. اكثر الدور اقفلت ابوابها.. يقبع في الدار كهل عجوز.. هدته السنون وتولى عنه الاهل والاقربون.. وجفاه الاصدقاء والمحبون.. ما يشير إليه المؤلف من تفكك في الاسر وما الى ذلك من خلل في النسيج الاجتماعي في هذا الزمن أو في زمن مضى. فما اجمل تلك الايام وما أجمل أهلها. إنه زمن جميل بأهله الاوفياء والاصفياء اننا نعيش في زمن قل فيه الوفاء إلا ما شاء ربك. دمتم يا شيخنا العزيز مع اصدقاء أوفياء قل ما يجود الزمان بهم اللهم احفظ الجميع، ولعلنا في حلقات قادمة نعيش مع ذكريات وخواطر الأيام.