ربما لو سألنا ماهو الصندوق الأسود؟ لوجدنا الإجابة عند كثير من الناس بأنه صندوق يوجد في الطائرة - رغم أنه لونه برتقالي فاقع وليس أسود - لكنه سمي بذلك لأنه يحتوي على معلومات هامة عن كارثة ومنها يعرف غالباً سبب سقوط الطائرة حين يوجد مع حطامها. أما لو كان السؤال ماهو الصندوق الأزرق ؟؟ لتردد كثير منا قبل الإجابة لأننا لم نسمع به! وقد كان ذلك حالي قبل أن أعرفه من خلال لقاء مع الشيخ رائد صلاح في قناة المجد وكان يتحدث عن المسجد الأقصى المبارك ، وقال : منذ عام 1970م أسست الجالية اليهودية في أمريكا ماأطلقوا عليه إسم (الصندوق الأزرق) وهو صندوق تضع فيه كل عائلة يهوديه آخر كل شهر مايزيد من مصروفها الشهري للمشاركة في بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى في القدسالمحتلة ! وأضاف بأن شعار ديفيد بن غوريون الذي صرح به هو: (لاقيمة لإسرائيل بدون القدس ولاقيمة للقدس بدون الهيكل ) بل إنه شعار كثير من الإسرائليين .. وإلا ماقاموا بالتبرع للصندوق المذكور بأموالهم أملا ً في بناء هيكلهم . ووصل بهم الأمر لعمل أفلام إسرائيلية ُتظهر القدس وقد حل فيها الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى !! فماذا ننتظر بعد ذلك؟ ومنذ عهد طويل وحتى بعد ثورة البراق لم تتوقف تلك الأطماع السوداء ، فمازال الإحتلال الإسرائيلي يجدد محاولاته للسيطرة على المسجد الأقصى ، وفي المقابل مايزال هناك رفض فلسطيني شعبي ، وتم تقديم كثير من التضحيات وقوافل من الجرحى والدماء الزكية لأطفال فلسطين التي أختلطت بدماء أبائهم وأمهاتهم في مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهم قالوا أن المسجد الأقصى حق إسلامي عربي ، ومازال الإحتلال يتكلم معهم بلغة الرصاص والإعتقال.. وللآن لم ينكسر أهل فلسطين رغم المجازر والقمع ، ومازال المسجد الأقصى يشهد حصاراً بعد حصار ، ويُمنع من دخوله من هم أقل من خمسين سنة ويستمر الإصرار لدخوله والصلاة فيه حتى لو بالقفز أمتار فوق أسواره كما أخبرني بعض سكان فلسطين شخصياً وقد تعرضوا لصنوف من المعاناة فقط ليتمكنوا من الوصول للأقصى ، وإن كانوا ضعافاً لكنهم يملكون قوة الحق وستنتصر بإذن الله على الباطل . ولست أجد ما أختم بها سطوري أفضل مما ختم به شيخ الأقصى في كلمته الأخيرة إذ قال: " حقيقة لو قدر الله لتراب القدس وحجارة المسجد الأقصى أن تتكلم لقالت : واااإسلاماه .. واااعرباه .. ولسمع الجميع نداء إستغاثة القدس والمسجد الأقصى المبارك ، وفي هذا العام يسعى الإحتلال بشكل حثيث لتهويد القدس وإقامة الهيكل .. ونحن نقول : أيها العرب ماذا تنتظرون بعد هذا ؟؟ هل نبقي القدس والمسجد الأقصى أم نبكي عليهما ؟؟ آن الآوان أن نكسر حاجز الصمت وأن نخرج من دائرة التفرج والمشاهدة إلى العمل والفعل وأن نقول : لبيك ياقدس .. لبيك ياأقصى ..... نحن قادمون ياقدس .. نحن قادمون ياأقصى ". لقد ُبحَ صوت الشيخ رائد وهو يصرخ مراراً: الأقصى في خطر .. فهل من مجيب ؟ [email protected]