25 يناير يوم من أيام العام الميلادي 2011 م الذي بدأ في مصر من دقائقه الاولى بدوي انفجار في كنيسة القديسين ولكن هذا اليوم ليس ككل يوم فهو يوم فارق في تاريخ مصر وحياة كل المصريين لأنه شهد دوياً أكبر وأعظم وأشد من انفجار القديسين إنه انفجار الارادة المصرية . هذه ليست جملة نابعة من شعار ولكنها جملة تفجر منها نبع من المفردات والمصطلحات والعبارات التي أصبحت تتردد بين المصريين داخل وخارج مصر وأول هذه الكلمات التي بدأ بها هذا الغيث المنهمر من الكلمات والمصطلحات هي كلمة التفاؤل .. وهي كلمة كانت بعيدة عن مفردات غالبية المصريين وأنا واحد منهم لأنها لا تخص جميع المصريين لكنها تصب في عيون وقلوب النخبة في مصر ولا يعرف لها أي من المصريين شكلا أو ملمحا. إن مصر التي حباها الله من خزائن نعمه الكثيرة حرم غالبية سكانها من رغد العيش في خيراتها لأنها مكاسب النخبة وعوائد تعود على المستثمرين كما كنا نسمع ولا يجب أن نعلم لأنهم أصحاب وحملة صكوك منابع الخير في هذه البلاد. إن ما سمعته وما سمعه كل فرد من شعب مصر من يوم 25يناير عن الخسائر التي تتحقق كل يوم نتيجة الاضرابات والمظاهرات جعلت الجميع يتساءل أين كانت تذهب كل هذه الاموال وكيف كانت توزع كل هذه الخيرات التي تدعو كل فرد ان يحلم بما يشاء في مناخ التفاؤل وأن ينظر للمستقبل بنظرة مغايرة خاصة إذا ما وضعت هذه الموارد على خزائن وقامت على هذه الثروة إيد أمينة . إن التفاؤل كلمة تفضي وتساهم في صنع الغد أي المستقبل الذي كان ضبابيا في عيون الشباب وجعل من فقد الامل منهم من شباب مصر أن يتحالفوا مع تجار الوهم وبائعي الاحلام بمستقبل وردي ممن أغرقوا العديد من شباب مصر في البحر الذي ألقوا بأنفسهم فيه وهم يبحثون عن المستقبل إن شبابنا الذين سافروا مع من سرقوا تحويشة العمر منهم ولم يستطيعوا بلوغ مأمنهم وكان الموت لهم بالمرصاد لعدم قدرتهم على مقاومة تيار البحر وأمواجه سيسأل عنهم يوم القيامة من حرموا عليهم التفاؤل وسلبوا منهم هذا الامل وملأوا نفوسهم بالوهم بوعودهم الكاذبة وخططهم الخائبة ..إنني أوجه كلماتي لكل مسئول تسبب بعمد أو بغير عمد في اجتثاث شجرة الأمل وحرم على جميع المصريين التفاؤل.