فرك عينيه سأل نفسه: أحلام لذيذة ورغبات كثيرة بدأت تترائي لي في اليقظة وفي المنام كأنما هي خيوط الشمس ونسيم الصبا وشميم العراء كأنها هي حوريات البحر تستحم بالصحو الأشقر الشفيف وتركض حافية على حرير الشاطئ حيث الشوق والبوح والمواعيد المورقة. وهاهو الأفق يتسع ويمتد على مدى البصر أمام شباب مشتعل شبابا وقواما وفتونا يريد ان يكون كما يجب ان يكون ان اسعفه الحظ وسلم من مكر الناس وغدر الزمان. قال: تساءلت وانا في طريقي لحضور الحفلة التي ستقام بمناسبة حصولي على شهادة الثانوية العامة عما أريد وعما احب ان اكون بالتحديد هل أريد المال أم الشهرة لم أجد الجواب. رفع راسه الى السماء فاذا الشمس بحيرة قانية عند المغيب والقافلة تسير بخطوات وئيدة عند منحنى الافق والجمال، العصافير ترمي باعناقها الى الزرقة حيث تغتسل بريح الشيح والخزامي وعامر نبته من القحوان الغضة في غابة الاشجار المتشابكة يشعر بخطواته تروغ في الكثيب الرملي وتكاد تنفلت مفاصله من وعورة المسالك ولفح الهجير محاولاً أن يحبس الالم المتمرد في اعماقه ويبدد احزانه القديمة يجب ان تشهد القافلة أمام والده الكهل بأن الولد عامر سر ابيه. وانه لابد ان يمحو اساءات اثكر من حبات الرمل كومها عليه ذلك الشرير "عرعور" المتهور الذي قذف به الى هذه الصحراء القاتلة صوب اليمام بين الوحوش الضارية! وواصلت السير الى موقع ثاج الغافية وراء الوادي الموحش وادي المياه في قلب الصمت وغابة النخيل النائمة فوق الرمال. وأنا أبحث عن تلك الآثار عن فتاة صغيرة دفنت بحليها في هذه الأرض لقد طمرت معالمها من قبل الاشرار وتاربعها في الصحراء وتواروا خلف الأفق!