احلام لذيذة ورغبات حادة كثيرة بدأت تتراءى لي في اليقظة وفي المنام كأنما هي خيوط الشمس ونسيم الصبا وشميم العراء. كأنما هي حوريات البحر تستحم بالصحو الاشقر الشفيف وتركض حافية على حرير الشاطئ حيث الشوق والبوح والمواعيد المورقة. وها هو الأفق يتسع ويمتد على مدى البصر أمام شاب مشتعل شباباً وقواماً وفتوناً.. يريد ان يكون كما يجب ان يكون إن أسعفه الحظ وسلم من مكر الناس وغدر الزمان. قال: تساءلت وانا في طريقي لحضور الحفلة التي ستقام بمناسبة حصولي على شهادة الثانوية العامة عما اريد وعما احب ان اكون بالتحديد.. هل اريد المال ام النساء ام الشهرة ام السلطة؟ لم اجد الجواب. - رفع رأسه الى السماء فاذا الشمس بحيرة قانية عند المغيب والقافلة تسير بخطوات وتيدة عند منحنى الافق على اطراف الربع الخالي. والجمال العصافير ترمي بأعناقها الى الزرقة حيث تغتسل بريح الشيح والخزامى وعامر نبتة من الأقحوان الغضة في غابة الاشجار المتشابكة يشعر بخطواته تروغ في الكثيب الرملي وتكاد تنفلت مفاصله من وعورة المسالك ولفح الهجير محاولاً ان يحبس الالم المتمرد في اعماقه ويبدد احزانه القديمة. يجب ان تشهد القافلة امام والده الكهل بأن الولد عامر سر ابيه. وانه لابد ان يمحو اساءات اكثر من حبات الرمل كومها عليه ذلك الشرير "عرعور" المتهور الذي قذف به إلى هذه الصحراء القاتلة صوب اليمام بين الوحوش الضارية. - وواصلت السير الى موقع ثاج الغافية وراء الوادي الموحش وادي المياه في قلب الصمت وغابة النخيل النائمة فوق الرمال. - وانا ابحث عن تلك الآثار عن فتاة صغيرة دفنت بحليها في هذه الارض لقد طمرت معالمها وجاء الصوت : اسكت من انت؟ وفَززْتُ من منامي مذعوراً وقد توارت جميع احلامي وراء الافق البعيد.