سرت العام المنصرم نبوءة اشتهرت وزاد تواتر الأحداث من محاولة جعل البسطاء يصدقونها. هذا الاستبصار يقوم على فكرة بسيطة هي نهاية العالم. أما المؤمنون بالله فإنهم يعرفون كما جاء في كل الكتب السماوية، أن الله تعالى، الذي خلق الأشياء كلها يملك القدرة على إنهائها. و المسلمون في كل بقاع الأرض يعرفون أن الموت نفسه ليس نهاية بل هو بداية انتظار حتى يوم البعث الذي تكون فيه البشرية جمعاء قد انتهت، فيعيدها الله كي تنال حسابها على ماقامت به في دنياها. ولكل أجره حسب فعله وحسناته، وعقابه حسب شره وآثامه. أما هذه النبوءة التنجيمية التي شاعت على أنها كتبت قبل اربعمائة عام فهي تملك حسا فكاهيا الى حد ما حيث تحدد عاما بذاته وصفاته. وعندما يأتي العام وينتهي دون نهاية للعالم بأكمله، تعود الاشاعات والاستبصارات والتفسيرات لتقدم احتمالا بعام آخر وتشرح طبيعة الخطاء الذي وقع في التحديد لهذا العام لكنه لا يزال أمراً سيحدث قريبا. وبقراءة النصوص التي كتبها نسترداموس تجد لغة صعبة عامة ليس فيها رقم لعام بعينه ولا تحديد.هذه اللغة القديمة التي كتبت بها لم تعد مفهومة هذا الزمان ولا تصلح لغتها مع تفسير معطياته. فالنص كتب بلغة زمان معين ويجب أن يكون تفسير كلماته طبقا لتفسيرات زمانه وليس طبقا للغة الحية المتداولة المتطورة دائما في كل جيل ومع منتجاته الفكرية والثقافية والمادية. بدايات واعدة: هذا العام الذي مضى بالنسبة لي على المستوى الشخصي كان عاما مليئا بالأحداث موعودا بالقلق. وكان على مستوى اليمن عاما صعباً بدأت وعود إنجلاء محنه وعقباته في آخر شهرين منه. وكان على مستوى الخليج متأثرا ومؤثرا فيما حوله لم تسلمه من الحرب ومن وعود بتهديدات حروب أخرى في قضايا معاركها لاتنتهي. بداية العام الجديد على المستوى الشخصي، تملك عقبة أخيره في اجتيازها نهاية كل المحن الماضية، وربما بدء صعوبات أخرى هي تأثير جانبي أو حتمية تفرزها الحياة طالما كنا أحياء نرزق. واليمن تبدو على بوابة أمل جديدة وروح للناس راغبة أن تشارك بنفسها في تحمل المسؤولية وتأخذ بالفعل كلما تملك أن تقوم به كأمة وكلما يملك أفرادها أن يقوموا به على مستوى مواقعهم وظروفهم والبيئة المحيطة بهم. وهي روح وثابة تأتي بعد حالة كمون طويلة واحتمال وتمثل واستيعاب وانتظار للفرج والمشاهدة السلبية. يصبر الناس على الكثير ويفيض الحال بهم عندما يشعرون أن الجيل الذي سيليهم بعد فترة من الزمان صار محاصرا لايملك منفذا أو وعداً بأمل، فيتجهون لتطبيق ما صار في وعيهم حلول واضحة لا لبس فيها. وبنفس الوعد تجد الأمة العربية والاسلامية نفسها، مطالبة بالفعل وراغبة فيه. بهذه النغمة المتفائلة أختتم العام داعية لكم بالسعادة والسلام. [email protected]