دائماً ما نقول إن المرأة كفيلة بحماية نفسها إذا حكّمت العقل واستندت إلى المنطق. ولكن إذا زاد طموحها عن إمكانياتها يصبح الطموح هنا مثبطا للهمم ويعيق كل تقدم ويُحدث نوعاً من الاضطراب السلوكي النفسي إذا لم تتحقق طموحاتها. الذي دعاني إلى كتابة هذا النص هو ما قرأته في إحدى الصحف لإحدى الكاتبات السعوديات اللاتي يطالبن بحقوق المرأة حيث تطالب بتعيين المرأة في منصب وزير. حقاً نحن دائماً من أنصار المرأة ودائماً ما ندافع عن حقوقها الدنيوية، كما نطالب دوماً بأن تكون المرأة حاضرة في كل محفلٍ ويكون لها رأيها في كل ما يتم طرحه على الساحة. فالمرأة ليست شيئا مكملا لقضايانا لكنها شيء أساسي لكل ما يدور في مجتمعها.. نحن معشر الرجال دائماً ما نأخذ رأي المرأة في بيوتنا ومشترياتنا وسفرنا ومستقرنا، فالمرأة في نظرنا هي المُخطط لكل ما يدور حولها وبجوارها، وغالباً ما يكون رأي زوجاتنا مقنعا وناجحا، فنحن نثق في أقوالهم ونعمل بها ونؤيدها، وما أكثر تدخل المرأة في حياة الرجل.. فهي موجودة طولاً وعرضاً رضينا أم لم نرض، القول ما قالت زوجاتنا. أما أن تتسلق المرأة الأسوار العالية رغبة في تحقيق أمانيها ونيل رغباتها أقول لها نحن لازلنا في أول الطريق، لم نثبت كلّ حقوقها أو بعضها الأساسي في الحياة في ظلِ من يتنكر لها ولحقوقها حتى في البيت الزوجي، وهناك من يعتبرها شيئا ثانويا في حياته وآخر يهضمها حقوقها الشرعية في الميراث، فالمرأة لازالت لم تأخذ حقها كاملاً ولم تنل قسطاً من الحرية الواجبة رغم أنها قطعت شوطاً لا بأس به من العلم والمعرفة والثقافة ولكنها لم تكتسح جميع الحقوق التي يجب أن تنالها في مجتمعها السعودي كما هي زميلاتها في المجتمع الخليجي. فشخصياً أرى أن هذه المطالب سابقة لأوانها حالياً رغم ما أثبتته المرأة السعودية في مجالها من الثبات والاستقلال والمعرفة فللأسف الشديد لازالت لدينا عقباتٌ يجب أن نتخطاها ولازالت محلّ نقاش وآراء متباينة بين معارضٍ ومؤيدٍ ومتشددٍ. فلازال أصحاب النظارات السوداء المتشاؤمون يرون في المرأة صورة الروح الشريرة (الشيطان) ونسوا أن المرأة هي أمهم وأختهم وزوجاتهم وهي التي قامت على تربيته وتعليمه, المرأة السعودية لا ننتقص حقوقها مهما طال الزمن فلازلنا نؤيدها ونصر على نيلها في جميع جوانب حياتها المعيشية. نحن معشر الرجال لازلنا نفتخرُ بأسماء سيدات صنعن التاريخ وأزلن العقبات والفوارق على مدى تاريخنا الإسلامي، وأتوقع على المدى القريب جداً أن المرأة السعودية قادرة وبلا منازع أو معارض على اكتساح كلّ الحواجز والعقبات، فَثقتَنا بها كبيرة أن تأخذ مكانها بجوار أخواتها في الدول العربية والخليجية، ونقول لأخواتنا لا تيأسن من الركلات الترجيحية التي دائماً ما تصطدم بالعوارض والحواجز، نؤمن بأن المرأة السعودية لديها من الثقة ما يكفيها، فالتزامها بمبادئها وقيمها الدينية يعتبر حصناً حصيناً في تأدية رسالتها والمساهمة في تنمية بلادها. أقول لبناتنا الأعزاء لا تتعجلن الأمور ولا تعتلين الأسوار العالية حالياً. فسوف تصبح قريباً ممهدة للسير عليها بكل سهولة وتؤدة. فبلادكم وأمتكم ومجتمعكم المحافظ مُحتاج لمشاركتكم وخدماتكم، فنحن اليوم نتشرفُ بأخواتكم المبدعات والمبتكرات في الجامعات الأمريكية والأوروبية من السعوديات، وننتظر عودتهن لبلادهن بفارغ الصبر ليساهمن في بناء حضارتها. وسنرى جميعاً أن أصحاب النظارات السوداء سوف يبدلونها بنظارات طبية بيضاء ويندمجوا في مجتمعنا وينسوا أنهم في يوم من الأيام كانوا معارضين لحقوق المرأة، كما حصل بالأمس القريب عندما افتتحت مدارس البنات في بلادنا وأنشئت رئاسة لتعليم البنات، فكم عارض أولئك المتشددون، ولكنهم سرعان ما عادوا لإلحاق بناتهم بها، فدائماً ما يصطدم الجديد بالقديم، لكن الجديد يحتاج إلى وقتٍ حتى يثبت أنه قادر على إزالة الغمامة السوداء عن عيون المتشددين.