يمر كوكبنا الأرضي بحالات من عدم الإستقرار المناخي يوعزها البعض إلى التغير المناخي الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجةً للعبث البشري في كل مكونات الأرض الطبيعية و تلويث البيئة بشكل مؤثر بينما يوعز آخرون هذه الإضطرابات المناخية إلى أنها ظواهر و دورات مناخية تتكرر أحياناً و بشكل غير منتظم و هي ليست ناتجة عن التغير المناخي. كانت الأمطار والفيضانات والإنهيارات الأرضية تشكل هاجساً مرعباً في النفس البشرية حتى أصبحت مرضاً نفسياً يضاف إلى قائمة المخاوف التي يعاني منها الإنسان مما يضطر إلى الذهاب للعيادات النفسية من أجل التخلص من هذا المرض ولعل محافظة جدة هي أكثر المدن تضرراً في بلادنا برغم ندرة الأمطار المتساقطة عليها و ما حصل في السابق من كوارث نتيجة لهذه الأمطار قد انعكس على نفسية سكان العروس و هم بلا شك معذورون في ذلك لأن البنية التحتية لهذه المدينة غير مهيئة لمثل هذا الأمر وهذا يعود إلى أخطاء كثيرة في التخطيط الإستيراتيجي لهذه المدينة وفي دراسة أعدها أحد الباحثين عن طلاب مدارس المرحلة الإبتدائية بمحافظة جدة و عن المخاوف التي تنتابهم كانت نسبة الخوف من الأمطار تمثل الشريحة الكبرى بين من استقصيت آرائهم من الطلاب و نحن نجد أن هذا الهاجس النفسي قد امتد حتى إلى كبار السن لأنه أمر غير معتاد ولايحصل كثيراً الأمر الذي يستوجب تنظيم دورات نفسية وتخصيص برامج للتوجيه والإرشاد بصفة مستمرة وخصوصاً في فصلي الخريف و الشتاء لتوعية الأبناء و زيادة جرعات الثقة في نفوسهم كما أن على أجهزة الدفاع المدني تخصيص برامج اعلامية لمثل هذه الحالات بالإضافة إلى العديد من الإجراءات الوقائية و توفير الأجهزة والمعدات البرمائية لمواجهة مثل هذه الظروف و من الأجهزة الوقائية التي يجب توفيرها في العمارات السكنية بالمدينة (أجهزة موانع الصواعق ) والتأكد من صلاحيتها والتفتيش عليها دورياً و رصد المخالفات على من يتهاون بها مع توعية أولياء الأمور بعدم التكدس أمام بوابات المدارس أثناء هطول الأمطار بالإضافة إلى عدم اختلاق أزمات سير مرورية غير مبررة قد تعيق حركة أجهزة الطوارئ عندما يستدع الأمر ذلك لا قدر الله و يتكرر السؤال متى يتحول موسم الأمطار في جدة إلى مهرجانات و كرنفالات للفرح كما يحدث في الدول المجاورة المحيطة بنا أجير هذا السؤال إلى أمانة محافظة مدينة جدة مع التحية. وقفة قال الله تعالى في محكم التنزيل ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأْمْوالِ وَالأْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))، [email protected]