السرعة والتهور وعدم الإحساس بالآخرين والإستهتار وعدم المبالاة وعدم اعطاء الطريق حقه وتهديد الحياة كل ذلك يظهر في الحوادث البشعة للسيارات والتي يذهب ضحيتها الآلاف في كل عام لاتفرق بين أحد فالكل سواسية طالما يركبون السيارات في طرقات الموت... ومع الأسف الشديد أنّ غالبية الحوادث تكون من الشباب وبسبب السرعة المتهورة حيث ينطلقون بلا مبالاة بين المركبات الأخرى غير عابئين بما قد يحدث من كوارث تحصد الأرواح وتدخل الحزن والآسى على الأسرة بفقد عائلها أو ابنها أو حتى أسر كاملة تذهب ضحية العبث والإستهتار من بعض الشباب الذين يعتقدون لحظتها انهم يلعبون البلايستيشن.. كل ذلك دفع المسئولين في هذا البلد للبحث عن انجح الطرق والوسائل للحد من هذا التهور والسرعة العنيفة.. وكان نظام ساهر..والذي نجح الى درجة كبيرة في تقليل السرعة وتراجع معظم السائقين من الشباب عن التهور والسباق بين المركبات الأخرى ولكن ليس في كل الأحيان.. وبالرغم من النجاح الكبير الذي تحقق بسبب كثرة المخالفات وتكرارها ومضاعفتها والتي اوجدت أعباء اضافية على السائق جعلته يفكر كثيرا قبل الإنطلاق بسرعة تتجاوزالحد المقرر والذي لايعرفه الكثير من المواطنين..ولكن الخوف من قيمة المخالفة والتي تبدأ ب300 ريال وتزداد إلى 500 ريال بعد شهر.. ولكن رغم هذا النجاح الذي تأكد لمصلحة ساهر بتقليل السرعة وزيادة عوائد المخالفات بأرقام قياسية ظن معها البعض أنّ هذا نجاح لساهر.. وهذا بسبب كثرة المخالفات وتكرارها وزيادتها خلال شهر إذا لم تسدد ويحدث هذا للكثيرين والذين لايعلمون أساساً أنّه قد سجلت عليهم مخالفة بسبب عدم تحديث البيانات؟ أو عدم امتلاكهم لجوال؟.. أقول رغم نجاح ساهر الشخصي.. إلاّ أنّه توجد بعض الملاحظات والمشاكل التي نتجت عن تطبيق هذا النظام والزين مايكمل؟.. أولاً طبق هذا النظام قبل أن يتم تعريف المواطنين عليه والهدف منه وافتقد للتوعية الجيدة والدعاية اللازمة لتحقيق الهدف الأساسي المفروض وهو توعية المواطنين بعدم السرعة والتهور بوجود نظام جديد يتابعهم في كل شارع وليس الهدف تحصيل وتدوين المخالفات بهذا الشكل المرعب.. ثانيا توضيح السرعات المخالفة وقيمتها واعلان ذلك في وسائل الإعلام المختلفة حتى على شكل لوحات اعلانية في الشوارع كما كان يحدث سابقا بتحديد سرعات المركبات حسب أنواعها بلوحات ارشادية كبيرة الحجم يراها الجميع..فهذا الموضوع لأهميته فهو يمس كل شرائح المواطنين.. ثالثا إذا كانت السرعة المحددة ب 90كلم/ساعة ومافوقها ب1 كلم يعتبر سرعة مخالفة فهذا أمر غير منطقي لأنّ لاأحد يسير خاصة في الطرق الدائرية والسريعة إلاّ بماتعودوا عليه في التعليمات السابقة بعدم تجاوز سرعة 120/كلم. رابعا ظهور مشكلة جديدة تتمثل في مركبات النقل والخدمات والتي لاتهتم بهذا النظام وتتجاوز السرعة التي التزم بها الكثير مجبرين ووقعوا بين مطرقة هذه المركبات المسرعة والمتهورة والتي لاتخشى أحد وتكاد أن تلتحم بالسيارات الملتزمة وبين سندان السيد ساهر فإذا سايروا هذه المركبات المرعبة في سرعتها للإبتعاد عن خطرها.. وقعوا في مصيدة ساهر وهما أمران كلاهما مرّ.. خامسا ونحن في عصر طال فيه الغلاء كل العالم الذي أصبح يبحث عن وسائل الخلاص من الغلاء ورفع المعاناة عن الشعوب وخاصة في مملكة الإنسانية وفي زمن مالك القلوب الذي يسهر من أجل التخفيف على شعبه وراحتهم..وأعتقد أنّه توجد أكثر من طريقة غير ساهر لعلاج مشكلة السرعة بالإيقاف وسحب الرخصة التي لم نعد نشاهد من يسأل عنها في دوريات تفتيش إلاّ نادرا..أمّا المواطن والذي بدأت المخالفات تتكدس عليه وأصبحت بالآلاف والتي لم يتمكن من تسديدها أو لم يعلم عنها وتضاعفت.. والأمل الكبير بعد الله في حكمة وحنكة المسئولين التي استمدوها من خادم البيتين في النظر مرة أخر في هذا النظام واقتراح بزيادة حدّ السرعة كما كان في السابق 120/كم /ساعة ولا أظنهم يرفضون لأنّ هدفهم خير الوطن والمواطنين.. وحبذا لو أنّ نظام ساهر اهتم بمخالفة قطع الإشارة والتي هي من أخطر المخالفات وكذلك الوقوف على خطوط المشاة وفق الله المسئولين لمافيه الخير ونحن لانشك لحظة في صدق اهتمامهم وسعيهم الدؤوب لما يعود بالنفع على هذا الوطن.. مكةالمكرمة جوال /0500093700 [email protected]