قرأت ما كتبه الأستاذ محمد الحساني في صحيفة عكاظ في زاويته الجميلة على خفيف يوم الاثنين الموافق 3/ 11 / 1431ه ، تحت عنوان مجرد استفسار وحسرة يا وزارة الصحة، حيث تحدث الكاتب عن ما أعلنته وزارة الصحة من إجراءات لتحويل بعض المرضى الذين لا يجدون علاجاً في بلادنا الغالية إلى بعض المراكز الطبية المتقدمة في كل من سنغافورة وماليزيا، حيث تساءل الأستاذ الكاتب بحسرة عن أسباب عدم قيام الجهات الصحية في المملكة بإنشاء مراكز طبية متقدمة في ظل توفر الإمكانيات المالية والبشرية المتخصصة مشيراً إلى أن أعظم دول العالم تقدما في الطب والعلاج فيها مراكز طبية راقية مثل أمريكا واوروبا تستعين وتستقطب كفاءات طبية وطبية مساعدة من جميع انحاء العالم ولديها موفدون من المختصين في الطب والعلاج يبحثون عن اسماء لامعة في هذا المجال الطبي لإقناعهم بالعمل في مراكزها الطبية ويقدمون لهم رواتب ومزايا مجزية، ولذلك تم اجتذاب المرضى إلى حيث توجد الأسماء الطبية اللامعة في المراكز المتقدمة. بل إن الدول التي انشأت تلك المراكز الطبية المتقدمة وضعت من ضمن خططها احياء مناطق نائية وذات طبيعة سكانية قابلة لنمو الجرائم، فكان لقيام تلك المراكز في تلك المناطق أثر حميد في تطويرها اجتماعياً ومالياً وتوفير آلاف الفرص الوظيفية لابناء المنطقة في الوظائف العديد التي أوجدتها هذه المراكز، وقد أوحى لي ما كاتبه أخي الاستاذ الحساني بفكرة أرجو أن يتبناها معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، الذي سجل اسمه ساطعاً على مستوى العالم في مجال طبب جراحة الأطفال حتى اختاره ولاة الأمر الكرام لقيادة وزارة الصحة في المرحلة الحالية وهو بها جدير وعلى اداء هذه الأمانة بإذن الله تعالى قدير، والفكرة تتلخص في انشاء شركة مساهمة تساهم فيها الدولة بجزء من أسهمها في رأس مالها وتطرح بقية الاسهم للاكتتاب ويكون هدفها الأساسي بناء عدد من المدن الطبية الراقية التي تستقطب لها الكفاءات الطبية والطبية المساعدة والتمريض من جميع انحاء العالم بمن فيهم الكفاءات الوطنية لاسيما وان هناك اعداداً منهم يعملون في اماكن متفرقة لأنهم تم استقطابهم إليها بعد اكتشافهم خلال دراستهم هناك اضافة الى من قد يكونون منهم داخل البلاد ويعملون فيما هو موجود من مستشفيات قد لا ترقى الى إمكانياتهم وطموحاتهم وهذه المراكز التي اقترح ان تقوم بإنشائها الشركة المساهمة في حدود خمسة مراكز موزعة بطريقة جيدة على انحاء البلاد وأن تكون في مناطق مستهدفة بالتشجيع للاستثمار فيها ووقف الهجرة منها مثل القرى والأرياف والمحافظات الصغيرة، لأن وجود مثل هذه المدن الطبية سوف ينعش المنطقة التي تقام فيها لوجود آلاف العاملين فيها.ولابد أن تتبنى الشركة المقترحة مركزاً عالميا للبحوث في مجال الأمراض المستوطنة والعامة مستعينة بذلك بالجامعات السعودية وبالحاصلين على جوائز عالمية في مجال الطب والأجهزة الطبية والادوية فلا يعقل إننا بعد خمسين عام من إرسال المرضى للعلاج في دول الغرب نجد أن التحليل قد اتجه إلى ماليزيا وسنغافورة وليس من المستبعد في حالة عدم بناء مثل هذه المراكز الطبية المتقدمة في بلادنا ان تتوسع الاختيارات الى الخارج وتصل الى دول اقل شأنا من هاتين الدولتين. إن بلادنا تستاهل بما حباها الله من خيرات عظيمة وإمكانات هائلة ومساحة شاسعة وموقع فريد وحكومة حريصة على صحة شعبها ان تكون في مقدمة دول العالم في هذا المجال الذي نتمنى أن يرتقي على يد معالي الدكتور عبد الله الربيعة بتوجيهات من القيادة الرشيدة.