الأخلاق والطبائع والسلوك أساسات لحياة الفرد وتعايشه مع مجتمعه، وهذه العناصر مكمله لبعضها البعض .. وهي حصيلة طبيعية تأتي لاشك من الوراثة والاختلاط ، والارتباط بالماضي ونتيجة مقننات وشرائع دينية نظمتها القواعد والأسس مفصلة الفرائض والواجبات والحقوق التي جاءت على لسان النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالاضافة الى ذلك . فإن الفرد محكوم في حركاته وانفعالاته وسلوكه العام بمجتمعه الى حد كبير . والاساسات التي تقوم عليها المبادئ أو المثل تبتدئ من البيت ومن القدوة من الوالدين .. ثم من المدرسة والمدرسين بها..ومن الأتراب وأعني بهم زملاء الدراسة ثم من المجالات اليومية العامة المصادر وتلك لعمري لها تأثير في تكوين الطباع والعادات وبالتالي الاخلاق والسلوك. والحقيقة ان المفاضلة بين ماكان عليه الجيل او الاجيال السابقة والجيل الحاضر ثم الاجيال التي تليها .. فإن الامر فيها مرهون بحركة الحياة وتطورها بالاضافة الى الاصول الثابتة سواء في البيت أو المدرسة أو المجالات اليومية. علماً بأن بعض الناس أو بعض الناشئة على درجات مختلفة فمنهم من هو كالشمع سهل التكوين والتشكيل ، ومنهم من ينشأ بذاتيته بحيث يستطيع تمييز الصالح من الطالح ويختار لنفسه الأحسن وهناك الإمعة الذي يساير كل إنسان ومن ثم يقلده في جميع حركاته وعليه فمن هنا يأتي الحرص الشديد على بناء الذاتية .. بناء الشخصية عند الطفل منذ صغره سواء في البيت أو المدرسة أو في المجالات الحيوية الاخرى. إن الانسان يملك امر نفسه .. قال تعالى : "بل الإنسان على نفسه بصيرة" صدق الله العظيم .. فيستطيع ان يمتنع عن الضرر فيها . وهذا التحكم نتيجة وجود الارادة لدى الإنسان بعكس الموجودات والكائنات الأخرى التي تتسلط عليها العوامل الطبيعية. فالإنسان مرد نفسه والعبرة الحقيقية ذات التأثير القوي تكمن في القدوة الحسنة فالطفل أو الشاب اليافع الذي يرى من والده أو والدته أو من كبار أهل بيته الأشياء الجميلة الحسنة فإنه بالتالي ينشأ متأثراً بها .. فالدين الإسلامي شريعة سماوية قامت على أخلاقيات مرسومة وسلوك دنيوي وسلوك عبادي ومعاملات الناس بعضهم البعض .. فالدين الإسلامي كعقيدة له التأثير الأول الكبير ولنا اسوة حسنة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان سلوكه قدوة حسنة وعلى ذلك وبتأثير تلك القدوة تخرج أبوبكر وعمر وعثمان وعلي و بقية الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.